كاتب موريتاني: إلى متى نسكت عن اختراق المغرب لسيادة بلدنا علنا ؟
تصوروا معي أن السفارة الموريتانية في الرباط بتوجية وتمويل من وزارة خارجيتنا قررت الاتصال بالنخب الإعلامية والاجتماعية والسياسية في المغرب لدعوتها إلى نشاط سياسي موجه ضد بلد جار ؛منظم في إسبانيا ؛ويناقض الموقف الرسمي للمغرب ؛ كيف سيكون رد المغرب ؟
تصوروا معي أن موريتانيا تعمل بنفس طويل على استقطاب المواطنين المغاربة وتجنيسهم قصد التأثير الديموغرافي على المجتمع المغربي ؛ كيف سيكون رد المغرب ؟صوروا
تصوروا معي أن سفارتنا في الرباط تدير كل تلك العمليات في العمق المغربي دون اكتراث للحكومة المغربية
وتصوروا معي أننا في موريتانيا نستقبل كل معارض مغربي ونمنحه حرية النشاط السياسي والأمني ضد المغرب
تصوروا معي أن مخابرات موريتانيا الخارجية تلعب بكل ورقة تؤذي المغرب كيف سيكون موقف الرباط؟
للأسف العكس هو الصحيح ؛ فالرباط تتعامل مع الشعب الموريتاني وكأنه بلاحكومة ولاسيادة ؛ وسفارتها في انواكشوط هي وكر قديم متجدد تنفذ من خلاله كل مخططات ضرب استقرار بلدنا وسيادته.
صحيح أن شعبنا ليس واعيا بما يكفي للحذر من الوقوع في شباك المكر المغربي ببلدنا وصحيح أن كل بلد لايخلو من مرتزقة سياسية تخادع السفارات الأجنبية وتخدمها لكسب بعض المال ؛ لكن الأمر بلغ حد التآمر ضد بلدهم !
لكن سلطات البلد العليا يجب أن لا تستمر في التغاضي عن ذلك ؛ فهي تحيط بكل تفاصيله يقينا.
وتنشط في انواكشوط الآن خلايا طابور الرباط الخامس في بلدنا حاملة معها المال والتذاكر لحشد أكبر عدد من ” العياشه” الموريتانيين لحضور مؤتمر في إسبانيا يدعم طرح المغرب في الملف الصحراوي ؛ وقد اتفقت الرباط سرا مع إسبانيا على تسهيل سفارتها بانواكشوط تأشيرات الدخول للموريتانيين المجندين لهذا الغرض.
والعملية كلها لا قيمة سياسية لها؛ فقد درجت الرباط على صرف أموال عبثية في مثل هذا التخبط الساذج.
لا استراتيجتها للعائدين الصحراويين أغنت عنها شيئا
ولا العائدون المزيفون أغنوا شيئا
ولا فتح قنصليات في الصحراء المحتلة حل عقدة هزيمة المغرب السياسية
فهل سيجدي الرباط حشد المرتزقة الموريتانية في لاس بالماس ؟
كلا
الثابت الوحيد هو أن المغرب لا يحسب أي حساب لمشاغل بلدنا الأمنية ؛ ويدمن الاستهتار بسيادتنا ؛ ويتجاوز حكومتنا إلى الشعب منسقا مع عناوين صوفية ظلت حاضرة بزبونية في “الدروس الحسنية” وكذلك بعض العناوين الإعلامية والسياسية عديمة المصداقية لدى الشعب الموريتاني.
إن علينا في لحظة ما أن نقول للرباط كفى عبثا وتكبرا وكذبا وزيفا واختراقا لأمننا القومي وسيادتنا ؛ وعلى السفير المغربي إن لم يطرد أن لا يتصل أو يقابل مواطنا أو مجموعة أو جمعية دون إذن مكتوب من خارجيتنا؛ وعلى الجهات الأمنية العليا أن تستأصل شبكات التجسس وشبكات تجنيد الموريتانيين لمهرجانات ومؤتمرات المخابرات المغربية داخل المغرب وخارجه.
وعلينا الرد بالمثل إذا استمر المغرب في نشاطاته المعادية لبلدنا.
فلماذا لا ننظم مهرجانات شعبية داعمة لقيادة بلدنا وموقفها الصلب المعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ؛ ولماذا لا نقيم نشاطات توعوية في كل ولايات بلدنا دعما للشعب الصحراوي ولقضيته العادلة التي هي قضية أمننا الاستراتيجي ؛ فلا قيامة حقيقية للدولة الوطنية الموريتانية دون قيام حقيقي للجمهورية العربية الصحراوية ؟
نحن وهم في خيمتين إحداها يحتل المغرب ثلثيها هي الخيمة الصحراوية ؛ وخيمتنا سيصلها شر الرباط إن سقطت الخيمة الصحراوية لاقدر الله ؛ ولن تسقط يقينا؛ فالصحراويون معهم شرعية الحق وسلطان الحق وقوته.
متى يتوقف المغرب عن العبث بسيادة بلدنا
لقد آن الأوان لردع الرباط
وعلى الباغي تدور الدوائر