من يكذب على الشعب الصحراوي، و يبيع انتصارات وهمية؟
بقلم نائب ممثلة الجبهة لدى الامم المتحدة بجنيف حدمين مولود سعيد
سرد الوقائع:
- يوم 20 سبتمبر 2022. الساعة 17:45
عنوان الخبر الوارد في وكالة الانباء الصحراوية:
“جمهورية جنوب السودان تقرر استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية”.
الغريب في الامر هو أن قرار استئناف العلاقاتلم يصدر في بيان لخارجية جنوب السودان، بل في بيان لخارجية ولد السالك.
البيان الذي تمت كتابته في الهاتف الجوال لوزير الخارجية و تم توزيعه عبر الواتساب قبل ان يصدر في وكالة الانباء الصحراوية، يتكون من 138 كلمة و أول جملة هي: “جمهورية جنوب السودان تقرر استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية“
من أعلن عن هذا القرار هو وزير الخارجية الصحراوية وليس دولة جنوب السودان.
ليس هناك أي مُذكرة موقعة من طرف البلدين حول استئناف العلاقات.
كل ما في الامر هو لقاء و صور “سلفي” و انتهاء الامر.
هنا رابط الخبر:
- يوم 20 سبتمبر 2022. الساعة 23:02
بيان صادر عن بعثة جنوب السودان لدى الأمم المتحدة.
يتكون البيان (في نسخته الواردة في وكالة الانباء الصحراوية) من 98 كلمة فقط. لم يقول البيان ان السودان قررت، لا.
بعثة جنوب السودان في الأمم المتحدة تقول فقط أن جنوب السودان “يتطلع استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية“.
ألآن قد أصبح من الواضح أن من حول “التطلعات حول استئناف العلاقات” إلى “قرار استئناف العلاقات” هو وزير الخارجية الصحراوي و ليس دولة جنوب السودان.
يبدو أن معالي الوزير تخيل انتصار ما، أرسله إلى أصدقائه عبر طريق الواتساب وبعد ذلك ظن أن الكذبة تحولت إلى حقيقة و لاحقا قام بإرسالها الى وكالة الانباء الصحراوية ليتم نشرها كخبر رسمي و كإنجاز لعبقرية أقدم وزير خارجية في العالم.
باللغة الإنجليزية، في النسخة الاصلية، بيان وزارة الخارجية لجنوب السودان يقول بالحرف:
“South Sudan looks forward to re-establishing diplomatic relations with the Sahrawi Republic”
بالله عليكم، أين هو القرار الذي تتكلمون عنه؟ أين هي عبارة تُقرر استئناف العلاقات…؟
هنا رابط الخبر:
- يوم 21 سبتمبر 2022. الساعة 22:39
خبر في وكالة الانباء الصحراوية، تحت عنوان:
“الدبلوماسية الصحراوية : مكاسب سياسية ودبلوماسية متتالية”
نعيد نشر الفقرات التالية من الخبر:
“وليست هذه هي المرة الأولى التي تحقق فيها الدبلوماسية الصحراوية نجاحات وانتصارات كالتي سجلت تباعا مع عدد من الدول مؤخرا، في اعقاب تجديد تمسكها بالعلاقات “المميزة” مع الجمهورية العربية الصحراوية، وبحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بدء من البيرو ومرورا بكينيا وجنوب السودان التي قررت أمس الثلاثاء استئناف علاقاتها الدبلوماسية معها.
القرار جاء على هامش الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى الوفد الصحراوي بوفد جمهورية جنوب السودان لتجسيد “الإرادة القوية” للبلدين لاستئنافعلاقاتهما الدبلوماسية، تماشيا مع مبادئ وأهداف الاتحاد الافريقي، باعتبارهما بلدين عضوين في المنظمة القارية، وفي “تناسق تام” مع تاريخهما النضالي المشترك.”
هنا رابط الخبر:
- يوم 22 سبتمبر 2022. الساعة 17:45
نشرت وكالة الأنباء الصحراوية خبر تحت عنوان:
“جنوب السودان ترفض ضغوط المغرب للتراجع عن إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية”
وجاء في الخبر:
“أصدرت وزارة العلاقات الخارجية لجمهورية جنوب السودان، بيانا اليوم الخميس، ردا على محاولات من المملكة المغربية لثنيها عن إعادة استئناف العلاقات مع الجمهورية الصحراوية، …”
هنا رابط الخبر:
- يوم 23 سبتمبر 2022.
بيان وزارة الخارجية لجنوب السودان
يقول و بالعبارة الصريحة التي لا تدع مجال للشك:
ان دولة جنوب السودان تعترف فقط بالبلدان الأعضاء في الأمم المتحدة. و تعتبر أن الاتصال (اللقاء) بأحد الوفود لا يعني بأي حال من الأحوال اعتراف الدولة. (هنا يبدوا جليا أن وزارة الخارجية لجنوب السودان أرادت إرسال درس من علم “العلاقات الدولية” لشخص ما).
- يوم 23 سبتمبر 2022
بعد الكشف عن بيان وزارة الخارجية لجنوب السودان الذي ينفي بصريح العبارة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، عاد وزير خارجيتنا لعادته لينشر عبر الواتساب توضيحات مُضحكة.
بدلا عن الاعتراف بأخطائه حاول ان يُبرر ما لم يمكن تبريره.
يقول وزير خارجيتنا في توضيحه “الواتسابي”:
-قام نائب رئيس جمهورية السودان بتسليم نسخة من هذا القرار التاريخي إلى الوفد الصحراوي( انظر الملحق) خلال الإجتماع الثنائي الذي عقد بين وفدي البلدين فى مقر بعثة جمهورية جنوب السودان و هذا على هامش الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
إنه لمن الواضح أن معالي الوزير فقد القدرة على قراءة و فهم الوثائق. في الحقيقة، الوثيقة التي يتكلم عنها في توضيحه “الواتسابي” لا تُحي، لا من قريب و لا من بعيد، بأي استئناف للعلاقات بين البلدين.
حدمين مولود سعيد.