أحمد الريسوني: موريتانيا مغربية والدعوة الى الجهاد لتحرير تندوف!؟
لطالما حذرت القيادات الصحراوية من أن غزو الصحراء الغربية ماهو الا مقدمة للعدوان و الإستلاء على أراضي الدول المجاورة و أنه إذا ما أكل الثور الأبيض فعلى البقية السلام.
كبير الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين المروكي أحمد الريسوني في مقابلة له مع قناة ” بلانك تيفي”يصرح بأن: “وجود دولة موريتانيا غلط، ويجب أن يعود المغرب كما كان قبل الاستعمار الاوروبي حيث كانت موريتانيا جزءا من المغرب” و شدد أحمد الريسوني، “على أن ما يؤمن به قطعا، هو أن “الصحراء الغربية وموريتانيا، تابعتين للمملكة المغربية” و اضاف: “أن موريتانيا طارئة، للأسف، والناس الذين عندهم أصالة في موريتانيا يعتبرون أنفسهم مغاربة”.
و عن الجزائر تحدث كبير إتحاد علماء المسلمين المروكي أحمد الريسوني عن استعداد الشعب والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس والزحف بالملايين إلى تندوف الجزائرية إن “الشعب المغربي مطالب بربط الماضي بالحاضر عبر القيام بمسيرة شعبية ليس إلى الصحراء المغربية فقط، بل إلى تندوف لتحريرها من قبضة النظام الجزائري”.
لماذا يا ترى هذا السقوط الحر في مطبات سياسية لاتعني أحد نوابغ علماء المسلمين اوهكذا كنا نظن، احمد الريسوني الذي هو رجل علم و ليس رجل سياسة و يتربع على رأس منظمة اسلامية؟
وإن كان لابد من حشر الأنف في مواضيع هكذا، أليس من الأحرى بعالمنا “الجليل” أن يوجه سهامه السامة الى اسبانيا التي لازالت تحتل الشمال المغربي عوض توجيهها الى شعوب الجزائر و موريتانيا و الصحراء الغربية و يدعو حتى لا نقول- يُفتي – بضرورة الجهاد ضدها؟
هل سبق للمخزن او القيادات الحزبية الملكية او النخب المثقفة المغربية أو السادة العلماء أو صاحبنا الريسوني أن وجه أحدهم نداء للتحريض و التعبئة لتحرير مدينتي سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية تحت شعار الجهاد أو على الأقل الواجب الوطني؟
إن كبير علماء المسلمين الإخواني الريسوني كان الأولى به أن يدعو إلى مسيرات حاشدة في مختلف مدن المغرب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكسر التحالف الاستراتيجي بين بلاده وهذا الكيان المحتل لفلسطين، لا سيما وأن حزبه هو أحد عرابي هذا التطبيع، وكان أمينه العام هو الموقع عليه رسميا، ويجنب نفسه الورطة التي دفع فيها الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين كمنظمة و نفسه كرئيس لهذه المنظمة. لكن قرأة للأحداث و تتبعا للوقائع والنظرة بعين فاحصة للظروف الدولية الراهنة و الإقليمية المتوترة، يُستنتج بأن بني صهيون الذين استولوا على القرار السياسي في المغرب، ينطقون على لسان الإخواني أحمد الريسوني الذي يُنفذ أجندة مدروسة تستهدف إشعال نار الفتنة و زعزعة الإستقرار و الأمن في المنطقة باستهداف الجزائر و موريتانيا والصحراء الغربية الشيء الذي لعبه سلفه القرضاوي من قبل بإيحاء من دول التطبيع، في سوريا و ليبيا و اليمن.
في ظروف جيوسياسية متأزمة إقليميا و دوليا، يوجه رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدعوة الصريحة الى الجهاد المقدس ضد الجزائريين لإنتزاع منطقة تندوف وإعتبار الصحراء الغربية و موريتانيا منطقتان مغربيتان ،فهذا أمر خطيرىو لن يقدم عليه شخص يحسب من علماء الأمة لو لا تورطه في مؤامرة كبرى و تشجيعا له من جهات نافذة يروج لها عن أمر يدبر في الخفاء ضد الجزائريين و الصحراويين و الموريتانيين. إن النوايا المبيتة للمخزن المغربي المستقوي بالصهاينة لا شك ستدفع بالمنطقة الى ما لا تحمد عقباه.
فهل سيمُر تصريح رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين هكذا دون ردود فعل شعبية و رسمية من دول المنطقة؟
بقلم: محمد فاضل الهيط