ما لنا و ما للعرب …
حتى لا يفهم من هذا المقال اننا نستعطف عربا او عربانا طمعا في مال وجاه، فنحن في الساقية الحمراء ووادي الذهب لا نستجدي لأننا عربا لا تشوبنا شائبة سوء، والذلة لمن تَكَدَّى، ونحن ألفنا الموت فقرا او تجلدا في ساحة الوغى صونا لعهد قطعناه او فضيلة عرفنا بها فنعض عليها بنواجزنا حتى نفنى، والذود عن حقنا في الوجود فضيلة نرحب بالشهادة لأجلها سرمدا.
ولو اننا لم نجد هذه الفضائل متأصلة في بلد عربي غير الجزائر، ورغم ذلك لابد من معايرة العروبة ولو في حروف يسيرة لتبيان ما لكل منا وما عليه كعرب حين نعرض معناة الشعب العربي الصحراوي أمام العرب، وإنه لأجل بنا الإعتزاز بإنتمائنا الإفريقي قبل غيره، إلا اننا عرب وما أكثر العرب وما أقلهم، وما بين الكثرة والقلة إلا نزول البركة، وإن نزلت بركة في جزء قد يكون اجود من الكل الذي لم تشمله، اما جواب؛ ما لنا وما للعرب، فنحتكم فيه لشيم المسلمين العرب وحق الجوار: فشيم العرب هي الكرم والجود والعفو والتعفف وإغاثة المحتاج، بينما يحرم عرض المسلم ودمه وماله على المسلم، ومن واجبه عليه: نصحه والاستجابة له وتفقد حاله وعونه ومساعدته في كل النوائب وقد حرم الله الظلم على نفسه وحرمه بين عباده، وإن يكن له جارا فيكفي أن النبي صل الله عليه وسلم قد اوصى عليه حتى ظنوا انه سيورثه.
فأين العرب والعربان ومن منهم يدعي الاسلام حقا او تهبها من مأساتنا طيلة 47 سنة ؟حين ظلمنا باسم العروبة والإسلام فلاقينا الظلم والبطش من جوار ينتحل بهتانا وزورا ثوب العروبة والاسلام على مرآى ومسمع من العرب، فأعانه علينا عرب وسكت ٱخرون وترنح في تقمص كل الادوار بعض ٱخر، ووصدت أمامنا ابواب عربية ولم يلزم المكان الصحيح إلا الجزائر مكة الثوار وبلد الشهداء ولم نجد أثرا للعروبة والاسلام إلا فيها، فاين كرم العرب وجود العرب وتعفف العرب وإغاثة العرب واستجابة العرب وإعانة العرب؟ وأين كل قيم الاسلام ومنها حق الجوار في هذا الملأ؟. أعتقد أن الحكم سينصفنا إن لم يستميله أبو لهب برزق من خزينة المخزن.
البقلم:محمد فاضل محمد اسماعيل