من الرباط ومدريد إلى كناريا…الأجندات ذاتها!!
تحرير : لحسن بولسان
ليس من موقع التهجم و لا حتى من موقع التخمين أن مواقف القادة الاشتراكيين في إسبانيا المناهضة للحق الصحراوي في الحرية و الاستقلال قد غابت يوما عن الشعب الصحراوي ، و ليس من موقع الجهل أنه منذ تأسيس جبهة البوليساريو و غزو الصحراء الغربية لم تتوقف آلة التآمر يوماً وخاصة منذ إعلان الدولة الصحراوية ليبدأ تطوير أساليب وفنون الدسائس ضد الشعب الصحراوي.
وعلى النسق ذاته، لا نجهل اليوم أن أصابع القادة الإشتراكيين الاسبان الممدودة على زناد الغدر هي ذاتها رغم فارق الزمن و تعدد الوجوه، لذلك يبدو الرهان على مسرحية كناريا ،مشهدا أخرا من فصول مسرحية تتكشف فيها الأدوار والشخوص المحددة من الرباط و مدريد، فيما تبدو خشبة المسرح فاضحة لبعض المرتزقة إلى حدّ التعري ،ليظهرهذا الصف الموازي لهم من مرتزقة وأجراء وخونة، بتعدد مراتبهم، وتسلسل وظائفهم، بمختلف أشكالها وتسمياتها الكاذبة ليكونوا صدى الصوت لأسيادهم ومشغليهم.
و لا أظن أن هناك من الصحراووين الشرفاء من يجهل كما أسلفنا سابقا «أنه منذ غزو الصحراء الغربية، ظل تعامل المخابرات التي تستهدف وحدة المصير الصحراوي مع من إرتمى في أحضانها يمتد ويتعدل ويتبدّل حسب الظروف، وكل من ذهب من هؤلاء المرتزقة بسبب التقادم والتآكل يتم تجديده في كل مرة؛ وما إن تسحب تلك المخابرات كانت مغربية أو داعمة لها بعض الوجوه المنتهية صلاحيتها من التداول، حتى تستنبت لنفسها ذيلا آخر، فيقوم اليوم واحد وينهار غدا آخر».
من الطبيعي ان يزداد انزعاج الإحتلال المغربي و من يدعمه في حلوله التوسعية ، مع تعدد جبهات الإخفاق و النكسات الدبلوماسية و الفشل في فرض سياسة الأمر الواقع بالصحراء الغربية ، وهو يحاول اليوم عبثا أو بالأحرى يوهم نفسه أن تعديل جوقة العملاء قد يؤثر على يقين الصحراويين وإيمانهم بالحرية والاستقلال؛ و ستبقى البوليساريو صاحبة الموقف الأصلب، الموقف العصي على الاختراق، الأمر الذي يفسر هذا التركيز المتزايد على الجبهة الداخلية ومحاولات متكررة لا تتوقف لتحطيم الأنموذج الوطني المتكامل باعتباره الوعاء المقدس لكل ابناء الشعب الصحراوي و ستبقى البوليساريو عصية على الأخذ حتى لو إجتمعت كل خطط الأرض .. و إلتم حولها كل مرتزقة العالم و شذاذ الأفاق