الجبهة الشعبية هي الوحدة الوطنية
يتحدث كل وطني عن الوحدة الوطنية وهو يصنعها ويثريها بدمه وعمله الوطني الدؤوب الذي يصب في التحرير وصنع المكاسب وصيانتها لتحقيق الإستقلال مكتفيا في فهمه لها بأنها: الحاضنة التي تجمع جهود كل الصحراويين لتحقيق النصر، غير أننا لا نخلوا من من يتحدث عنها وهو في حاجة لفهما بعمق، وقد تفهم احيانا فهما غير دقيق.
وبمناسبة حلول يوم الوحدة الوطنية السابع والاربعين بدت لي ضرورة إلقاء نظرة ولو وجيزة على مفهومها الحديث، اي مغزى الوحدة الوطنية منذ أن إستنار الشعب الصحراوي بالوعي الوطني الحديث المستوحى من تجاربه التاريخية مرورا بتنظيمه ووصولا الى ضرورة وجوده سيدا محترما على وطنه إعتمادا على قدراته الذاتية، ليحدد بذلك اهدافه التي يتوحد لتحقيقها بصورة واعية ومنظمة ومخطط لها، وجدير بالذكر أن هذه الوحدة كانت موجودة، لكنها تأثرت بسلبيات السياسة الاستعمارية المبنية على التفرقة، إضافة الى ٱفات الجهل والتخلف التي مستها هي الاخرى ، مما جعلها تبدو باهتة رغم وجودها محفوظة بمجموعة مقومات تقاسمها شعبنا وتمسك بها دون غيره، اما وحدته بصورتها الحالية والتي ترتبط بالوعي والتنظيم والتخطيط لبلوغ ألاهداف المرجو تحقيقها، فإنها برزت للوجود مع ظهور المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء سنة 1969، وتجذرت مع تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وأزدات تجذرا بعد مؤتمرها الثاني واربت نضجا بإعلانها يوم 12 اكتوبر 1975 حيث انخرط كل افراد الشعب الصحراوي في إطار الجبهة الشعبية واستكملت شموخها عند اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وأربى عودها صلابة في المسيرة التحريرية التي يقودها تنظيم الجبهة الشعبية.
إذن فمفهوم الوحدة الوطنية لا يمكن فصله عن إطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واهدافها التحريرية الى أن تتم سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل أراضيها، لأن الوحدة التي لها معنى هي وحدة كل الشعب الصحراوي من اجل وجوده سيدا فوق كامل وطنه، ومن يخرج عن هذا الاطار يخرج بالضرورة على هذه الوحدة، لأنه جانب الخطة التي تهدف الى جمع كامل الشعب على كامل الوطن حرا مستقلا. فإطار الوحدة إذن هو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وغايتها التحرير الكامل ووسيلتها هي كل الشعب.
محمد فاضل محمد اسماعيل