خطر أن يسير ماكرون على خطى ترامب لم يَعُد مستبعداً
مقابلة وزير الخارجية الفرنسي مع فرانس 24 :
خطر أن يسير ماكرون على خطى ترامب لم يَعُد مستبعداً!
تماماً كما حدث مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانتشيث ، خارطة الطريق بالنسبة للمغرب تبقى ثابتة في تصريف أزماته الثنائية مع الدول الأوروبية؛ الابتزاز، والثمن المطلوب دائما هو تغيير الموقف من النزاع في الصحراء الغربية .
بعد نجاح التجربة مع إسبانيا ، تغيير الموقف بالتقسيط لم يعد يكفي بالنسبة للرباط. المطلوب تغيير الموقف بالجملة وبشكل جذري. فحين يقول وزير الخارجية الفرنسية ستيفان_سيجورنيه:
“إننا لا نعترف بأن المغرب يقوم بتنمية تلك المنطقة فحسب، بل ندعمه في ذلك وبشكل مباشر”.
يعني ذلك اننا نعترف له “بالسيادة بحكم الأمر الواقع”. وحين يُسأل عن تغيير في الموقف الرسمي، فإنه يعتبره من “صلاحية الرئيس ماكرون و ملك المغرب ، وهو ما يحمل على الإعتقاد بأن ثمن عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها قد يكون إعلانا عن تغيير جذري وبالجملة في موقف فرنسا من النزاع في الصحراء الغربية بشكل يتعدى حدود دعم ما يسمى بمبادرة “الحكم الذاتي” إلى موقف قريب من تغريدة الرئيس ترامب، خلال زيارة الرئيس الفرنسي المبرمجة إلى الرباط، سبتمبر القادم، حسب بعض المصادر.
في وقت يُفترض فيه أن تستفيد فيه فرنسا من دروس تجربة إسبانيا، التي وصلت إلى طريق مسدود وأعطت نتائج عكسية رغم مكابرة الوزير الباريث، تتجه باريس لتعقيد الأمور وقطع الطريق أمام فرص التسوية السلمية العادلة.
ثمة ثلاثة عوامل تدفع فرنسا إلى الاذعان لطلبات – نزوات المغرب في هذا الظرف بالتحديد:
- تسارع وتيرة تقلص وانحسار نفوذ فرنسا في غرب إفريقيا بشكل غير مسبوق، مما يجعل من التمسك بالمغرب كقاعدة متقدمة لإعادة ترتيب تموقعها الإقليمي في المنطقة عموما والساحل تحديداً، أولوية ملحة.
- الإعلان عن موقف أو اعتراف بمطالب المغرب التوسعية في الصحراء الغربية ، يُساهم في مواصلة الضغط على الوسيط الأممي ديميستورا في أفق موعدي أبريل وأكتوبر 2024، وإجباره إما إلى قبول “لاءات” الرباط الثلاث أو دفعه إلى الاستقالة وهو ما بات يسعى إليه المغرب بعد الفشل في ترويضه.
- استخدام ورقة الاستثمارات الفرنسية في الاقليم والإعتراف بالأمر الاستعماري الواقع يخلق سياقاً.
الإنشغال بالنسبة لنا ولحلفائنا وأصدقائنا عبر العالم إزاء تطور سلبي مرتقب في الموقف الفرنسي، ليس بسبب فرنسا في حد ذاتها فقد كانت إلى جانب المغرب دائما، وإنما بسبب تبعاته على مواقف دول أوروبا بشكل فردي أو جماعي، والتي تسترشد، بباريس ومدريد فيما يتعلق بالعديد من القضايا الدولية، وتحديدا الصحراء الغربية .
ومهما كان، فقد برهن الشعب الصحراوي طيلة العقود الخمسة الأخيرة من مقاومته على قدرة فريدة في الصمود في وجه التكالب الإقليمي والدولي، وأثبت، وسيثبت مجددا أن “ما ضاع حقٌ وراءه مطالب”.
بقلم السفير ابي بشرايا