الارواح الضائعة بقلم مينان احمدبابا الديه
إيجاد السلام الداخلي ،هو أساس الحياة ،ويفتقد لذلك من يتابط العلم الوطني ويهبط للشارع لتجسيد دور المهرج جنبا الى جنب مع مناضلي الشعب الصحراوي،وهو يقفز متنكرا لذاته ،لان شهوته للمال قد غلبته،فأختصر الهرب في دروب الخيانة،فصار بملء ارادته قاتل محترف ،يعيش في ظلام ذهنه الذي يريد ان يتسلق عالم المال في قفزات سريعة،بينما تمشي القضية بخطوات ثابتة ومتانية نحو الحق،فيرتمي بين احضان من عاثوا في الارض فسادا،وبنوا من ارواحهم مزارا لكل من يدوس على القيم الانسانية وبكل نشوة،فصاروا يطبقون وبالحرف الواحد الآية 104من سورة الكهف (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) فصحة القلب هي نعمة من الله وغير قادر على امتلاكها الا من منحه الله نعمة البصيرة لانها نور الوجدان (فإنها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ،فالخونة نسوا الله فانساهم انفسهم ،فقد حولوا كل شيء عادي بالنسبة لهم ،فصاروا يحللون لأنفسهم كل ماحرم الله ،فالخيانة شيء عادي،والتملق عادي،والنفاق عادي،والكذب عادي،وسرقة الأفراح من افواه الصبية عادي،ويستوقفني سؤال ،وماهو الشئ الغير عادي ،فيهمس لي حديث النفس ،الوفاء غير عادي،والوطنية تباع بجرة قلم،والكرامة مجرد وهم ،وعزة النفس غباء ،فدستور الخائن دون بالمقلوب،فبينما يلملم الاحرار شتات الشعب،ويعملون على توحيد الصف ،وتضميد الجراح،يغرز الخائن سكينه بدون رحمة في خاصرة القضية ،فينزلق الى منعرج زرع الفتنة ،والتصادم وزرع البلبلة بين العائلة الواحدة،ومحاول جر واغراء ذوي النفوس الضعيفة لتسلك مسلكهم،وتكون مطية يتسلقونها لتحقيق الوهم،فقد أعماهم الحلم النرجسي ،على اننا في هذه الحياة نحن في امتحان صعب،وحكمة ربك قد تأتيك ان كان قلبك مشبع بالإيمان الصادق،اما ان كان ايمانك هو مجرد قناع تضعه امام العامة لتنال استحسانهم،فالخائن يصلي ،ويصوم ويتظاهر بالتقوى المزيفة لكسب القلوب،بينما قلبه يسكنه شيطان يروضه لكل مايريد،حتى حوله الى شيطان انس والعياذ بالله،فصار كل هم الخائن هو المفازة بالامور الدنيوية ويكتفي بذلك ،بل يعتقد اعتقادا جازما انه يقوم بامور عجز الآخرون عن فعلها،وهو يكابر في بناء عرشه في وادي الضلالة،ونسي ان من اراد رفع نفسه عن قدرها صارت محجوبة عن نيل كمالها،فلاراحة لخائن ولا وفاء لملك،ولا سؤدد لسئ الخلق ،فالخونة واتباعهم ،والذين يعيشون معنا باقنعة مزيفة،يعرفون الحق جيدا ولكنهم عاجزين عن اتباعه،فالحياة اقصر مما نتوقع،لكن الوطن خالد ،ومن استرخصه سيجثم على قبور الشهداء،واضرحة الآباء والاجداد وهو يجلده الندم ،فالطريق اختيار ولذة حب الوطن لايستمتع بها الا من تسكنه تلك الأرض حتى وان لم يراها في حياته،ولكن الحبل الصري موصول بها دائما وابدا،فشمس الوطنية لها عينين وفي خيوطها تتجلى معاني الحياة كلها واولها الولاء كل الولاء للإنتماء.