ردود الطبقة السياسية في تونس على الهجمة المغربية : “المغرب افتعل أزمة للتغطية على أزماته الداخلية وعلى التطبيع”.
صدمت النخب السياسية والإعلامية في تونس من المواقف والحملات الإعلامية العنيفة تشنها قوى وتنظيمات ووسائل الإعلام المغربية ضد تونس والرئيس قيس سعيد، منذ استقبال الأخير لرئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي الذي كان وصل إلى تونس للمشاركة في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، وعلى خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين بعد استدعاء متبادل للسفيرين من كل من الرباط وتونس.
واتهمت عديد النخب السياسية في تونس، الرباط بأنه تعمد السعي للتشويش على قمة “اليابان إفريقيا”، وقال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي (قومي) في تصريح لـ” الخبر” إن ” الموقف المغربي لا مبرر له تماما، البوليزاريو سبق وأن حصرت قمم سابقة لتيكاد بحضور الملك المغربي نفسه، نحن نعتقد ان النظام المغربي يفتعل الأزمات الخارجية للتغطية على قضايا وأزمات داخلية، ويريد أن يوجه وجهة الجبهة الداخلية إلى الخارج في ظل أزمته الخانقة وللتمويه على التطبيع”، مضيفا ” نحن نفهم وعلى وعي من أن الرباط حاولت أن تفتعل أزمة مع تونس، باعتبار أن تونس من خلال القمة تكون منافس للمغرب في مجال الاستثمار، ولا ننسى أن المغرب استثمرت كثيرا في أزمات تونس، من خلال تحويل بعض الاستثمارات من تونس إلى المغرب، وفي السياحة أيضا: مضيفا أن “المطلوب من المغرب الكف عن هكذا مواقف وعن افتعال الأزمات”، لافتا إلى أن ” منطقة المغرب العربي بحاجة إلى منطق وحدوي ليس بالتطبيع مع العدو وتونس حريصة على الأخوة، لكن في نفس الوقت هناك مواقف مبدئية”.
وفي نفس السياق قالت القيادية في حزب التيار الشعبي أمل حمروني إن ” الغاية من هذه الأزمة المفتعلة من قبل المغرب هي التشويش على تونس خاصة بعد بروز مؤشرات نجاح قمة تيكاد قبل بدايتها، والسعي لضرب محاولة تونس التعافي وتحقيق استقرار اقتصادي بعد العشرية الماضية”، مضيفة أن “الكل يعلم من يعرف من هي الأطراف التي كانت مستفيدة من الوضع في تونس، المغرب كان مستفيدا من أزمات، والموقف الذي اتخذته الرباط هذه المرة سيبقى عارا تاريخيا مسجلا على النظام المغربي”.
ودفعت المواقف المغربية، التونسيين إلى استدعاء ظروف سابقة نجحت فيها الرباط في استغلال ظروف وتوترات أمنية حصلت في تونس بعد عام 2013، “لسرقة الأسواق السياحية”، كما تتحدث بعض التقارير في تونس عن وجود مساعي مغربية غير معلنة لإقناع الأمانة العامة لمنظمة الدول الفرانكفونية بنقل القمة المقررة في جربة التونسية نهاية العام الجاري إلى المغرب، بحجة عدم قدرة تونس على تنظيمها بسبب مشكلات سياسية واقتصادية.
واعتبرت الناشطة السياسية والنقابية ألفة العياري في تصريح لـ ” الخبر” أن ” المغرب حاول استغلال المشاكل الداخلية لتونس لتحويل وجهة المستثمرين والاستثمارات والمصانع وتحويلها للمغرب، والموقف الأخير هو محاولة للتشويش وارباك ندوة تيكاد لأهميتها الاقتصادية بالنسبة لتونس في هذه الظروف”، وأضافت إن” تونس دولة تحترم الشؤون الداخلية للدول، وكان على المغرب ان يحترم الموقف التونسي، وعندما قرر المغرب فتح سفارة لإسرائيل على أراضها، وهو ما يتعارض مع مصالح شعوب المغرب العربي، لم يراع موقف تونس “.