صحيفة ألمانية: المغرب يعيش عزلة دولية بسبب الصحراء الغربية.
قالت صحيفة “جونغ ويلت” الألمانية في تحليل للكاتب، يورغ تيدجين، إن المملكة المغربية تقف وحيدة ومعزولة الآن في المنطقة، بعد أن أضاف الناشط الإسلامي المغربي أحمد الريسوني الوقود إلى النار عندما جرد دولة موريتانيا من حقها في الوجود، مكررًا الادعاءات القومية المغربية القديمة الإقليمية التي تمتد إلى ما هو أبعد من الصحراء الغربية، وهدد الجزائر بـ “مسيرة إلى تندوف”، ليستقيل الريسوني من منصب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء الإسلامية في النهاية.
وأضافت الصحيفة الألمانية، أن الخطوط التي رسمها الملك محمد السادس في خطابه الأخير قائلًا:”“إن قضية الصحراء هي المنظور الذي ينظر المغرب من خلاله إلى علاقاته الدولية. وهو المقياس الواضح والبسيط الذي يمكن من خلاله قياس مدى صدق الصداقات وثمار الشراكات التي تصوغها “. وبعبارة أخرى، فإن أي شخص لا يتبنى موقف المملك من قضية الصحراء الغربية هو عدو.
هذا الخط الأحمر الذي رسمه نظام المخزن، تم تجاوزه من طرف جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وعضو الاشتراكيين الكتالونيي، وصديق حزب رئيس الوزراء سانشيز، حيث قال بوريل، في حديثه على التلفزيون الإسباني RTVE في 23 أوت المنقضي، إن مدريد لا تزال تتبع نفس سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الصحراء الغربية: فهي تهدف إلى السماح بإجراء “استفتاء” في الصحراء الغربية “حتى يتمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره”.
الاستفزاز الآخر للمغرب حسب الصحيفة الألمانية هو القمة اليابانية الإفريقية الثامنة التي انعقدت يومي 27 و28 أوت في تونس العاصمة. أين تمت دعوة إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، واستقباله الحار من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد في مطار تونس، لينسحب المغرب من الاجتماع احتجاجًا على ذلك.
وتقول الصحيفة أن الخلفية من ذلك أن تونس كانت تعتبر لفترة طويلة مرشحة للانضمام إلى “دول التطبيع” مع إسرائيل التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن من خلال التدخل الجزائري تم توقف كل شيء.
وتعود الصحيفة إلى الزيارة الأخيرة لماكرون للجزائر، وتصف فرنسا بالحليف الأهم للمغرب تقليديًا. لكن مكوث الرئيس إيمانويل ماكرون لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي بالجزائر، والدعوة “لبداية جديدة” في العلاقات المتبادلة وأيضًا قلة تركيزه على مسألة الغاز، مقابل نقاشات حول الوضع في الصحراء والساحل، الذي أصبح غير مريح لفرنسا، واللقاء الأمني بين البلدين أقصى دور المغرب الذي لم يتردد حتى في التجسس على ماكرون باستخدام برنامج Pegasus، والذي يمكن أن يكون له تأثير على علاقته مع فرنسا.