اخبار عامة

في مقال مثير للجدل, الريسوني يؤكد ان الزحف على المستعمرات بدأ من الصحراء الغربية, ويسمي الدولة الصحراوية بإسمها الرسمي عشرات المرات. 

جاء في مقال مثير للجدل للدكتور احمد الريسوني , ان المغرب حصل ” سنة 1956 من فرنسا وإسبانيا على استقلال منقوص مبتور، رفضه وعارضه حينئذ عدد كبير من العلماء والزعماء وقادة المقاومة وجيش التحرير، حيث كانوا يصرون على أن الاستقلال لا بد وأن يشمل كافة المناطق المتبقية بيد اسبانيا وفرنسا, ولكن بعض السياسيين المفاوضين استعجلوا الحصول على مغانم هذا ”الاستقلال المنقوص“،  على أمل أن تتواصل الجهود لاحقا لاسترجاع ما تبقى”.

وهنا يجدر بنا التذكير ان الجزائر سنة 1956 لازالت ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي, وكذلك الشان بالنسبة لموريتانيا.

واستطرد الريسوني بالقول ان الزحف باتجاه ما يسمى بالمستعمرات الاسبانية و الفرنسية قد بدأ بالزحف على اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, التي ذكرها باسمها الرسمي  في نفس المقال عشرات المرات, سنة 1975, مشيرا بامتعاض شديد الى ان “معظم المثقفين والنخب العربية والاسلامية، فضلا عمن سواهم، لا يعرفون شيئا عن الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية “, ومعتبرا ان  “هذا هو السبب المحوري للنزاع والتوتر المزمنين في العلاقات بين المغرب والجزائر، وبين دول المنطقة المغاربية عموما”.

مقال الرسوني الذي جاء بعد اقل من نصف شهر من تاريخ طرده من رئاسة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين, وتجريده من عضويته, بعد دعوته للزحف على تيندوف الجزائرية واعتبار استقلال موريتانيا “خطأ”, كشف بالملموس, فشله في اقناع  المثقفين والنخب العربية والاسلامية, بشرعية احتلال بلاده للصحراء الغربية من موقعه كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, كما اعترف ايضا بكون عزو بلاده لتراب جارته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, هو السبب ” المحوري للنزاع والتوتر المزمنين في العلاقات بين المغرب والجزائر، وبين دول المنطقة المغاربية عموما”.

لقداعتمد الريسوني في مقاله المقتصب اسلوب التضليل والتعمية والمراوغة, عندما  تجاهل مقاومة الصحراويين للاستعمار الاسباني, و خلفيات و دوافع تقسيم اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مع نظام موريتانيا, والتنازل لاسبانيا عن جزء من ثروات الاقليم, بموجب اتفاقية مدريد, و وتجاهل تقرير لجنة تقصي الحقائق قبل ذلك, التي وثقت لقاءاتها مع الصحراويين في مختلف مناطق الصحراء الغربية, واعترفت بتشبثهم بالاستقلال, وبالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وولاد الذهب ممثلا شرعيا وحيدا لهم, وكذلك الحال بالنسبة لحكم محكمة العدل الدولية, التي وضع نظام المخزن في اوج الحرب الباردة, بين يدي قضاتها كل ما يملك من مستندات ومن حجج وذرائع, للتاثير على قرارها.

ناهيك عن قبوله تطبيق مخطط السلام الاممي الافريقي, والتوقيع على اتفاق وقت اطلاق النار, والشروع في مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو, مما يعني في القانون الدولي اعترافا بها, وسيليه اعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية العضو المؤسس للاتحاد الافريقي, ونشره في جريدته الرسمية, والمشاركة معها في اتخاذ القرارات التي تهم دول افريقا, وكذلك الحال في مختلف المحافل  الجهوية والقارية والدولية.

ان هذه الحقائق التي تجاهلها احمد الريسوني, هي التي جعلت “معظم المثقفين والنخب العربية والاسلامية، فضلا عمن سواهم” يتجاهلون ادعاءات وترهات نظام المخزن, الذي لجأ في الاخير لمقايضة ما لايملك بما لا يملك, وشرع ابواب المغرب للصهاينة لتهديد امن واستقرار شعوب المغرب العربي.

فلمن يكتب الريسوني زابوره يا ترى؟؟.

المصدر: صمود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى