“مسؤولية إسبانيا لا تقتصر على الصحراء الغربية بل تجاه المنطقة بكاملها
أكد السيد أبي بشرايا البشير ممثل الجبهة بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، أن مسؤولية القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية -إسبانيا- لا تقتصر فقط على الإقليم الذي تخلت عن التزاماتها الدولية تجاهه بعد الانسحاب دون تصفية الاستعمار وتنظيم استفتاء تقرير المصير الموعود سنة 1975، وإنما تجاه منطقة شمال إفريقيا برمتها شعوبا ودولا التي وجدت علاقاتها البينية واستقرارها وفرصها في الازدهار والاندماج الجهوية مرهونة بسبب النزاع القائم في الصحراء الغربية.
وأضاف السفير الصحراوي في مداخلة له خلال أشغال ندوة رفيعة المستوى في مجلس حقوق الإنسان الأممي، “إن النزاع القائم في الصحراء الغربية، يظل مرشحا للمزيد من التعقيد بسبب أخطاء إسبانيا في الماضي ثم إصرارها على مواصلة تغذية التوسع المغربي، وليس أدل على ذلك من الانقلاب المفاجئ لموقف مدريد على إثر رسالة سانتشيث لملك المغرب مارس 2022”.
الدبلوماسي الصحراوي أبي بشرايا البشير، تعرض في كلمته إلى “خطورة التغيير الحاصل في الموقف الإسباني مؤخرا، بالنظر لوضع مدريد وعلاقتها بالنزاع كقوة مديرة للإقليم”، والذي، يضيف -المتحدث-، “يتضمن انتهاكا قانونيا واضحا لسيادة الشعب الصحراوي والوضع القانوني لإقليم الصحراء الغربية ومسعى سياسيًا بائساً للالتفاف على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال الإعراب عن دعم واضح لمقترح المغربي الهادف إلى فرض سياسة الأمر الواقع وتجاوز الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو.
واغتنم السفير الصحراوي الفرصة للإعراب، باسم جبهة البوليساريو، “تطلعها لأن تقوم الحكومة الإسبانية المقبلة، بغض النظر عمن سيترأسها إلى مراجعة الموقف والإنصات لنبض الشارع الإسباني المتضامن مع القضية الصحراوية وتجاوز حالة الإقصاء الذاتي لنفسها من لعب أي دور في تسوية النزاع في الصحراء الغربية بسبب انحيازها الفاضح لقوة الاحتلال”.
وخلص السيد، أبي بشرايا البشير، في ختام مداخلته إلى “أن مدريد ليست مطالبة بالبحث بعيدا عن تجربة من الممكن الاستفادة منها في التعامل مع المستعمرات السابقة، إذ أن البرتغال من خلال مرافقتها لشعب تيمور الشرقية في نضاله من أجل الاستقلال وتقرير المصير تشكل نموذجا يحتذى في هذا الصدد”.