النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، خلال استقباله من طرف نظيره الفنزويلي.
ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة السيد ابراهيم غالي ، كلمة خلال استقباله من طرف نظيره الفنزويلي ، السيد نيكولاس مادورو ، ختام زيارة الدولة الى فنزويلا ، تطرق فيها الى العلاقات الثنائية التي تربط البلدين .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، خلال استقباله من طرف نظيره الفنزويلي، السيد نيكولاس مادورو، في ختام زيارة دولة إلى فنزويلا.
كاراكاس، 21 مارس 2023
==========================================
فخامة الرئيس، أخي نيكولاس مادورو
الحضور الكريم
إنه لشرف كبير لي وللوفد المرافق لي ، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، أن نتواجد هنا، في أرض جمهورية فنزويلا البوليفارية، أرض التضامن والبطولة.
إن هذه الزيارة التي اختتمها اليوم، فخامة الرئيس، تكتسي قيمة مضافة، كونها تتصادف مع تخليدنا جميعاً للذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين.
إنها علاقة ظلت تتقوى مع مرور الوقت، وعرفت أوقاتاً متميزة ولكن، اسمحوا لي السيد الرئيس، أن أذكر هنا بأن قمة التحول كانت من خلال الإعلان السامي والصريح من طرف الرئيس الراخل هوغو تشابث بأن ” القضية الصحراوية هي قضية بوليفارية، إنها قضية كل الفنزويليين”.
كل الصحراويات وكل الصحراويين فخورون جداً بالانتماء إلى هذا التقليد السامي والنبيل في الكفاح من أجل كرامة شعوبنا، من أجل الحرية المنشودة والاستقلال، وهو الكفاح الذي يجد، كما الحال في إفريقيا، في الأم الكبرى، أمريكا اللاتينية، أسمى تجلياته. وقد ظلت فنزويلا والجمهورية الصحراوية وفيتان لتلك المبادئ والأسس.
الوقت المميز الآخر في علاقاتنا، أخي الرئيس، هو الدي نيعشه في هذه اللحظات، هو ما سيقبل عليها شعبانا وبلدانا مند الآن، من خلال تعزيز تلك العلاقات بزيارة الدولة الناحجة، بناء على دعوتكم الكريمة. نحن مرتاحون جداً لنتائج هده الزيارة، ليس فقط من حيث الاتفاقات المهمة التي وقعت عليها حكومتا البلدين ولكن، وأشدد هنا، إزاء العزم والإصرار اللذين أبدتهما فنزويلا، وقد عبرتم عن ذلك بكل قوة ووضوح، على تكثيف الدعم والتضامن مع قضية الشعب الصحراوي العادلة. إنه موقف مبدئي راسخ، في انسجام مع المبادئ التي طالما دافعت عنها فنزويلا ومع مقتضيات الشرعية الدولية.
فخامة الرئيس،
بالنسبة للشعب الصحراوي، فإن فنزويلا هي مثال للكفاح، للاستماتة والإصرار في الدفاع عن القيم والمبادئ. إننا لعلى يقين بأن مشروع الرقي والتحول الذي تقودونه سيكلل بالنجاح الأكيد، كونه يستند على إرادة شعب موحد وواعي، يستهدي بمنارة بطل الحرية والاستقلال، سيمون بوليفار، وبالإرث الثوري الحافل بالكفاح والشهامة، للرئيس هوغو تشابث. وإنني لأنتهز السانحة لأقف وقفة تقدير وإجلال واحترام أمام هاتين القامتين الخالدتين.
إن جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، تخلد هذه السنة الذكرى الخمسين لتأسيسها، وهو أكثر إصراراً من أي وقت مضى، أكثر وحدة وتماسكاً وأكثر ثقة في النصر الحتمي.ليس هناك أي قوة في العالم تستطيع أن تقف في وجه إرادة شعب مكافح حين يكون عازما كل العزم، مصراً كل الإصرار على ربح معركة الحرية.
إننا في الجمهورية الصحراوية سنبقى منفتحين على الحوار السياسي للتوصل إلى الحل السلمي، ولكننا سنواصل مقاومتنا، بكل الوسائل المشروعة، لمواجهة محاولات فرض الأمر الواقع التي تريد تكريس الاحتلال العسكري اللاشرعي من طرف المملكة المغربية لأجزاء من ترابنا الوطني. إن سيادتنا وحق شعبنافي تقرير المصير والاستقلال هي أمور غير قابلة للتفاوض.
السيد الرئيس،
إننا نحي هنا الدور الريادي الذي تضطلع به فنزويلا من أجل السلام والعدالة ولصالح شعوب المنطقة والعالم. نتوجه في هذه المناسبة إلى حلفائنا، أخوتنا وأصدقائنا في كل أنحاء العالم، برسالة شكر والتزام بالتضامن والمضي معاً في معركتنا المشتركة.
وفي هذا السياق، أجدد رفضنا القاطع لكل الإجراءات القسرية والتدخلات من خارج الحدود والحصار التي تمس من سيادة فنزويلا وحق شعبها في تقرير مصيره بنفسه.
أود أن أجدد لكم، أخي العزيز، شكرنا الجزيل لفخامتكم، لحكومتكم وللشعب الفنزويلي البطل، على هذه الدعوة المتميزة التي وجهتموها لنا، وعلى حفاوة الاستقبال وكريم الضيافة، ولكن أيضاً على الموقف المبدئي الراسخ في دعم ومساتدة قضية الشعب الصحراوي .لقد شعرنا ونشعر الآن بأننا في بيتنا.
إن تشرفنا بالحضور في هذه القاعة، قاعة آياكوتشو، التي ترمز إلى آخر معركة مشتركة بين جيوش المحررين، والتي توجت استقلال القارة اللاتينية من الهيمنة الاستعمارية، لهو أمر يحرك مشاعرنا ويمنحنا الإحساس بالثقة في النصر الحتمي.
في الختام، ومع حلول الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس هوغو تشابث، اسمحوا بأن استحضر بعضاً من فكره الملهم وكلماته المحفزة وهو يتوجه إلينا جميعاً بالقول : ” هنا، لا أحد يستسلم. هنا، لا أحد يتعب. الاستسلام خيانة. الشعور بالتعب هو نقص في القناعة. الذي يتعب من الكفاح يعني أنه لا يمتلك القناعة، مهما كانت الصعوبات التي تعترض الطريق