اخر الاخبارمقالات

كلما حان موعد انعقاد مؤتمر البوليساريو ظهرت ندوات تباركها دول مستقلة.

بقلم: إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

خاضت حربا ضروسا ضد دولتين؛ انطلاقا من مخيم لللاجئين؛ وعالجت جرحى الأقصاف من المدنيين وآوت ونصرت وانتصرت لشعبها.
كانت ثلة من الشباب حملت أرواحها على أكفها؛ ارست دستورا وسنت قوانين وبنت مدارس ومستشفيات؛ وابتعثت التلاميذ والطلاب واصطبرت على غربتهم وفقرهم ويتم الكثير منهم حتى تشبعوا بالطبابة والأدب وقوانين الدنيا وآدابها.
تتخذ من خيم القماش والوبر وبيوت الطين منابر ومحابر ومآذن ومكاتب ومخافر ومرابط.
وكلما حان موعد انعقاد مؤتمرها الشعبي العام الذي يدير المنتخبون فيه الدولة-الحركة والحركة-الدولة لمأمورية جديدة؛ ظهرت ندوة أو مهرجان أو مسيرة تباركها دول مستقلة لعدة ايام نكاية فيها.
غادرها قياديون كبار عسكريون ومدنيون إلى غرف المهادنة؛ وعاث ركودا في صفوفها وقف إطلاق طويل ؛ وفقدت الحلفاء واحدا تلو الآخر منذ سقوط جدار برلين إلى الفاجعة الليبية.
ارتكبت باسمها وتحت يافطتها تجاوزات فظيعة في حقوق الإنسان؛ وأخطاء إدارية وسياسية وإجرائية دفعت ثمنها غاليا.
فقدت آلاف الشهداء وركب على ظهرها مئات من صغار الموظفين والصحفيين والسياسيين والانتهازيين من العرب والبربر والعجم فباعوها ولم تبعهم.
ومع ذلك ما زالت تقاتل وتنازل وتناضل وتداوي وتعالح وتوظف الحِلم تجاه مغاضبيها والقسوة تجاه أعدائها؛ محافظة على مؤسساتها ومواقفها واستراتيجيتها؛ تتأقلم تتمدد وتتجدد وتنافس وتراجع وتكابد تبحث عن السلام وتخوض الحرب بنفس العدة وبنفس العتاد وبنفس الروح. تمارس التعدد في إطار ثوري وتستدرك الأخطاء بمصارحة الضحايا ومطارحة مرؤوسيها.
ليست منتدى للمعصومين وتعتبر التوبة جزءا من أدبياتها الثورية والقناعة إكسيرا لقضيتها.
ظلت ألبوما للارتسامات والقهقهات والتنهيدات. و منصة للبوح والرقيا والارتقاء والبعث لشعب عربي مسلم أصيل مظلوم على شموخه مقهور على عزته مشتت على إبائه لاجئ على أنفته؛ لم يفت في عضدها عقوق الابناء ولا شطط الآباء ولا قوة الخصوم.
لهذا أحترم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة اختصارا بالبوليساريو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى