سياسة

مشكلة«البوريطية»مع التغريدات التويترية

مرة أخرى تزقزق «البوريطية»مع عصفور موقع تويتر فرحانة بنصر هُلامي لم يدم غير ثلاث ساعات ويتبخر مع رطوبة اجواء كينيا. نعم ثلاث ساعات بالتمام ظهرت فيها يوم أمس تغريدة للرئيس المنتخب لجمهورية كينيا السيد ويليام روطو تفيد بأن بلاده تجمد الإعتراف بالجمهورية الصحراوية، و مباشرة بعد إستلامه الظرف الأصفر من يد السي بوريطة الذي قيل أنه رسالة ملكية موجه للرئيس وبعد مغادرة بوريطة للرئاسة الكينية منتشيا مزهوا بنصره، حتى حَدف الرئيس الكيني من موقعه تلك التغريدة وأبقى على الفقرة المتعلقة بدعم مجهود الأمم المتحدة لتسوية القضية الصحراوية.
ماذا يعني ذلك؟ ربما الصفقة الكينية تمت بنجاح وتم الحصول على المكافأة المطلوبة، بعدها فليذهب بوريطة و من معه الى الجحيم. لكن الشيء المؤكد و الحقيقي هو أن أمورا سياسية بهذا الحجم تخضع لإجراءات دبلوماسية متعارف عليها ولإعتبارات داخلية تخص موازين القوى والفاعلين السياسيين في البلد ليس بتغريدة مرتبكة، تُحسم الأمور، وهذا ماأعابته الصحافة و الدبلوماسيون في نيروبي على الرئاسة الكينية التي مازالت بدون وزيرا للخارجية حيث لم تشكل حكومتها بعد.
لكن المهم أن البوريطيين فرحوا وزغردوا و رقصوا و لو لمدة ثلاث ساعات لأنهم مُولعين بالتغريدات التويترية.
قبل اليوم كانت البهجة الكبرى تغطي سماء سلطنة مراكش عند تلقيها تويترالرئيس اترامب في آخر شهر من رئاسته، فأقامت الدنيا و لم تقعدها مقابل السقوط في حبال بني صهيون في عملية مقايضة خسيسة “بيع فلسطين مقابل الإعتراف ولو في العالم الإفتراضي بمغربية الصحراء”. النتيجة هي تغلل الصهاينة في كل دواليب الدولة المغربية و مؤسساتها و لم تنجو منهم حتى وزارة الشؤون الدينية؛ فاستبيحت الأرض و العرض و الملة و الدين ويكفي فضيحة السفارة الإسرائلية في الرباط التي لا زالت رائحتها تزكم النفوس فضلا عن تقديم لحم مئتي شابة مغربية تحت إسم ممرضات لإسعاف الجنود الإسرائليين من أمراضهم “النفسية” و تلك خير هدية قدمها قائد الجيش الملكي أثناء تواجده في تل أبيب و إنحنائه للعلم الإسرائيلي، – إن “لاتليجنسيا المخزنية” تدرك أن الصهاينة مكبوثين جنسيا-.
في البيرو، الصحافة المحلية فجرت فضيحة ال 120.000 دولار التي تسلمها وزير الخارجية من صفقة للفسفاط قدمها السي بوريطة له مقابل سحب الإعتراف بالجمهورية الصحراوية.،كان ذلك مدة 19 يوما فقط، ليتخل الوزير البيروفي عن منصبه متلبطا مكافأته وليذهب بوريطة و قومه مرة أخرى الى الجحيم و لم تعمر ثانية فرحة البوريطية طويلا.
على المغاربة الذين يؤدون من جيوبهم فاتورة الهبات والرشاوي التي تقدم حكومة بلدهم الى لوبيات دول العالم أن يدركوا أن ماهي إلا أموال و جهد ضائع لن يقدم أو يؤخر الصراع المغربي الصحراوي، فالشعب الصحراوي ليس هو الذي يبحث عن شرعية كفاحه أو تأكيد وجود دولته فهذه مسلمات ولم يبق سوى إستكمال السيادة على الحدود التاريخية و نسطر على التاريخية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لأن موضوع الإستفتاء و مجاراة الأمم المتحدة في مشاريعها قد تم تجاوزه يوم 13 نوفمبر حيث أعلن جيش التحرير الشعبي بدء الحرب الثانية لتحرير الوطن. إذاً من يتسول و يجري ويدق الأبواب و يرشي و يبيع شرف المغربيات و يهلل لتغريدة على التويتر هو الفاشل و الباحث عن الإعتراف له بشيء لاهو ملك له و لن يتملكه مادام الشعب الصحراوي موجدا و جبهة البوليساريو موجودة.
إن «البوريطية» ورطت المغرب و جعلته أضحوكة أمام العالم، ترتفع معنوياته بتغريدة وتتحطم بأخرى، و هذه المرة اللعبة في أفريقيا لأن أفريقيا بدون منازع هي الغطاء الفعلي السياسي و المعنوي للدولة الصحراوية و يعتقد المخزن بإنضمامه الى الإتحاد الأفريقي و فتح قنصليات- دكاكين- في المناطق المحتلة سيحقق مالم يحققه كبيرهم الحسن الثاني. إن المغرب إذا لم ينته عن محاولاته شق الصف الإفريقي والتسليم بوجود الى جنبه الجمهورية الصحراوية في المنظمة الأفريقية سيجد نفسه مطرودا بأسوء طريقة .لقد علق أحد الدبلوماسيين الكينيين مؤخرا بالقول ” المغرب ذئب دخل الزريبة، لكن من سوء حظه تفطن له الراعي”.
الى تغريدة أخرى و زقزقة «البوريطية» .
بقلم: محمد فاضل محمدسالم الهيط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى