صفقة “بوريطة” مع “رودريكيز مكاي”, باهضة الثمن, فضحت اساليب الابتزاز التي ينتهجها الاول, ووضعت الاخير خارج الحكومة.
لم يقتصر قرار الرئيس البوليفي بيذرو كاستيو على تكذيب الادعاء بسحب اعتراف بلاده بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, بمناسبة ذكرى استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما, بتاكيده على ” تشبث دولة البيرو القوي بحق الدولة الصحراوية في السيادة وتقرير المصير”, بل ذهب بعيدا بالاستغناء عن خدمات وزير خارجيته “رودريكيز مكاي” بحسبما تناقلت اوساط اعلامية بوليفية, بعد ان ثبتت مسؤوليته عن ذلك القرار غير المؤسس, بقطع علاقات البيرو الدبلوماسية مع الدولة الصحراوية بتاريخ 18 اغسطس المنصرم, بعد محادثات جمعته بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة, هذا الاخير الذي كان يبحث باي ثمن عن انتصار موهوم امام الصفعة القوية التي تلقاها من دولة كولومبيا, اياما قبل الاحتفال بما يسميه المغرب بثورة الملك والشعب.
صفقة بوريطة التي استدرجت وزير الخارجية البوليفي الى مربع الخيانة, ورمت به خارج الحكومة, هي نفسها الوسيلة التي استدرج بها من قبل وزير خارجية ليسوتو “ليسيغو ماكغوثي” عندما ” قرر في ديسمبر 2019 تعليق جميع القرارات والإعلانات السابقة بشأن الصحراء الغربية” حسبما اوردت انذاك صحيفة “ليسوتو تايمز” عن مصادر حكومية مضيفة انه “يشتبه في أنه تلقى رشاوى من الحكومة المغربية لتغيير من جانب واحد الموقف الذي لا يتزعزع لدولة ليسوتو لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”, قبل ان يجد نفسه خارج الحكومة.
ان افتضاح صفقات نظام الاحتلال المغربي المشبوهة مع بعض الانظمة لحملها على سحب اعترافها بالدولة الصحراوية, او فتح قنصليات لها بالاراضي المحتلة من الصحراء الغربية, مقابل اموالا طائلة تغدق عليها من خزائن الشعب المغربي, افقدها مصداقيتها, وجردها مما كانت تستحق من احترام وتقدير, ليس لدى شعوبها فقط, بل ولدى كافة شعوب العالم.
وبالتالي فالدول التي تحظى بالمصداقية والاحترام سارعت الى ابعاد الشبهات وعزل ذوي النفوس الضعيفة و الخونة من صفوفها, حتى لا تسيء لشعبها وتاريخها وعلاقاتها الدولية, كما هو الشان بالنسبة للمثالين السابقين.
والدول التي لا تحترم القوانين والاعراف الدولية, ولا تحترم مبادئها ومواثيقها المعلنة, لا تسحق ثقة شعبها ولا ثقة شعوب العالم, وبكل تاكيد ستدور عليها الدوائر, عندما تنكشف صفقاتها المشبوهة, فالعالم كما هو معلوم, اصبح يعيش بفعل وسائل التواصل الاجتماعي في قرية واحدة.
اما وقع الصدمة على نظام الاحتلال المغربي الذي يحاول باية وسيلة تكريس احتلاله للصحراء الغربية, بالتآمر على جيرانه, وشراء ذمم الضعفاء , وابتزاز الاقوياء تارة, واخرى بالتحلل من التزاماته الدولية, والانقلاب على المصالح العليا لامة العربية والاسلامية.
فقد لخصها موقع “كود” الذي تديره المخابرات المغربية فيما يلي :
“وبهذا القرار فقد كذب البيرو بشكل رسمي ناصر بوريطة، من خلال التأكيد على اعترافه بجبهة البوليساريو وهو مايشكل ضربة قوية لعمل الخارجية المغربية خصوصا بعد الاعتراف الأخير لدولة كولومبيا بالدولة الصحراوية”.
نقلا عن موقع صمود