اخبار عامةاخر الاخبار

المسؤولية التاريخية والقانونية لإسبانيا في الصحراء الغربية بدأت منذ أول يوم لتواجدها في الإقليم

شدد البروفسير والأستاذ الباحث الإيطالي، فرانشيسكو كوريالي، على  أن المسؤولية التاريخية للدولة الإسبانية في الصحراء الغربية، تبدأ في اليوم الذي تواجد فيه الإسبان على سواحل الإقليم، مشيرا إلى أن ذلك يجعلها مسؤولة قانونيا باعتبارها قوة استعمارية سابقة للأراضي الصحراوية لها واجبات تجاه الشعب الصحراوي.

البروفسير، كوريالي، تعرض وبإسهاب في مداخلته خلال الندوة المنعقدة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، إلى مجموعة من الوقائع والأحداث التاريخية للمملكة الإسبانية في الصحراء الغربية، تجعلها وبشكل دائم مسؤولة عن الوضع الذي يوجد عليه إقليم الصحراء الغربية، كأخر مُستعمرة في إفريقيا.

وانتقد المتحدث بشدة الأسلوب الذي تتعاطى به السلطات العليا في إسبانيا مع الصحراء الغربية، خاصة في الشق المتعلق بالوثائق والمخطوطات الخاصة بهذا الإقليم، وذلك لما تحمله من حقائق ستجعل مدريد في مأزق بسبب تقاعسها غير المبرر عن تأدية واجبها تجاه مستعمرتها السابقة وشعبها، على غرار القوى الاستعمارية الأخرى التي أنهت استعمارها للأراضي التي كانت تحتلها بما يتماشى والقانون الدولي.

واضاف البروفيسور، كوريالي، إن القوانين التي وضعتها إسبانيا فيما يخص الوثائق المتعلقة بالصحراء الغربية، تشكل واحدة من الأسباب التي تجعل الإنتاج التاريخي في الصحراء الغربية وعصرها الاستعماري محدود للغاية، جعلت من التاريخ الاستعماري الإسباني مختصر فقط في المبارزات الدبلوماسية بين المغرب والأمم المتحدة، والوعود التي قطعت للصحراويين والتي ظلت حبرا على ورق، والانسحاب السريع للمدنيين والجنود على خلفية طلقات مدفعية الجيش المغربي في عملية دخول الأراضي، حيث أصبحت الموضوع الرئيسي لمعظم الدراسات حول الصحراء الغربية والصحراء الكبرى.

وأشار قائلا أن صعوبة إجراء بحث وثائقي معمق لها أسباب أعمق لصمت الباحثين تجاه الأحداث التي عرفتها مقاطعة إسبانيا السابقة -الصحراء الغربية-أو المجتمع الاستعماري (20،000 مدني تم إجلاؤهم في عام 1975) أو اقتصاد المستعمرة، بدلا من اختيار مختلف المؤلفين تحليل تاريخ استعمار الإقليم بإلقاء اللوم فيما يخص الوضع الحالي لهذه القضية على طرف ثالث متواطئ ومذنب.

واختتم، البروفيسور، فرانشيسكو كوريالي، مداخلته القيمة، بالتأكيد على أن المجتمع الإسباني عليه أن يحرر نفسه من الشعور بالمشاركة في الخطأ الجسيم للحكومة الإسبانية لعام 1975، الذي هو أصل قضية الصحراء الغربية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى