البرنامج السنوي للحكومة متى يستجيب لمقتضيات الصرامة؟
تواجه الحكومة الصحراوية جملة من التحديات الداخلية في رسم وتنفيذ برنامجها السنوي 2023 وهي التحديات التي يفرزها الواقع المعاش للمواطنين في ظل الثغرات الأمنية وغلاء أسعار المواد الأساسية وتدني الخدمات الصحية والاجتماعية وتراجع مستوى الأداء التربوي بالمؤسسات التعليمية، وانعدام فرص لتشغيل الشباب، وهو ما تسبب في انخراط غالبيته في تهريب الممنوعات والبحث عن فرص للهجرة إلى الخارج للبحث عن واقع افضل.
كما تعاني الفئات الهشة من تدني مستوى الرعاية الطبية والاجتماعية خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، والعجزة والأطفال، مع تراجع الدعم الإنساني وضعف الحصة الغذائية الممنوحة وعدم تنوعها لتلبي الحاجة المطلوبة وهو ما يزيد من أعباء العائلات خاصة التي لا تتوفر على دخل مادي في شراء متطلبات الاستهلاك اليومي من مواد غذائية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية بسبب اجراءات التضييق على دخول البضائع وغياب تدابير حكومية لتوفير البضائع خاصة المواد الاستهلاكية ووضع مساطر للسيطرة على الأسعار ومراقبتها باستمرار لحماية المستهلك.
الحكومة في برنامجها السنوي مطالبة بضمان أمن واستقرار المواطنين وكبح جماح الجريمة والسرقات وظاهرة انتشار الأسلحة وعصابات ترويج وبيع المخدرات وتفعيل تطبيق القانون فوق الجميع وحماية النظم والإجراءات وتوفير وسائل إنفاذها.
كما أن التوجه الوطني الذي خرج به المؤتمر السادس عشر للجبهة يقتضي وضع سياسة تجاه عائلات الشهداء والجرحى والمقاتلين، ووضعهم في صلب الاهتمام، وحفز المعنويات العامة للتسابق نحو التضحية من أجل الحرية والاستقلال.
ومن ذلك انتهاج سياسة اجتماعية شاملة تقلص الفوارق الاجتماعية التي بدأت تطفو على الواقع وتنمي الحس الوطني نجاه القضية وتستعيد هيبة ومكانة الدولة في نفوس المواطنين والعمل على استقطاب الأطباء وتوفير الأدوية في المستشفيات والصيدليات العمومية ومعالجة النقص الحاد الذي دفع المواطنين إلى التوجه إلى العيادات الخاصة التي انتشرت مؤخرا بسبب ضعف وتراجع الخدمات الصحية بالمستشفيات.
واستعادة العناية بقطاع التعليم الذي يعتبر سر نهضة الأمم والمجتمعات وتوفير الإمكانيات اللازمة لتجاوز مسببات الضعف من نقص في المعلمين والأستاذة وكتب المنهج الدراسي خاصة بعض المواد العلمية وهو ما ينعكس في التحصيل الدراسي المتدني.
الحكومة مطالبة أيضا بمرافقة المواطنين وأن تعيش ظروفهم بالإقامة بين ظهرانهم للإطلاع عن كثب للانشغالات التي يواجهونها حينها يصبح تطبيق شعار الصرامة الذي خرج به المؤتمر الأخير قريب المنال.
المصدر: لاماب المستقلة