«البوريطية» تجني ثمار ما زرعت
الإعلان من نيويورك عن إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية جنوب السودان و الجمهورية الصحراوية، يكتسي رمزية على أكثر من صعيد:
كونه أولا، يتم بمقر الأمم المتحدة وأثناء اشغال الجمعية العامة في دورتها السابعة و السبعين وهذه رسالة مباشرة الى الأمانة العامة للمنظمة، خاصة ان عددا من رؤساء الوفود الأجنبية منها الإفريقية على وجه الخصوص التي أُطلعت على الإتفاق الذي تم بين السيد حسين عبد الباقي نائب رئيس جمهورية السودان والأخ محمد سالم ولد السالك وزير الخارجية الصحراوي قد باركت هذا الإتفاق وأحاطت به مركزياتها.
كونه ثانيا، أن جمهورية جنوب السودان هي أول دولة يزورها الملك المغربي في فبراير من سنة 2017 مباشرة بعد إنضمام المغرب الى الإتحاد الأفريقي وهي المحطة الأولى التي إعتقد المخزن أن بإمكانه بدء ما سماه عملية طرد الجمهورية الصحراوية من الإتحاد الإفريقي.
ثالثا، يأتي إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين دولة جنوب السودان والدولة الصحراوية بعد يوم واحد من إزالة جمهورية كينيا اللبس فيما يخص موقفها الداعم للجمهورية الصحراوية وقبل ذلك إقامة علاقات دبلوماسية بين دولتي البيرو و كولومبيا والجمهورية العربية الصحراوية ، دون إغفال تعاطف تونس مع القضية الصحراوية.
رابعا كون حصيلة هذه المكاسب الهامة تأتي دفعة واحدة و الشعب الصحراوي يستعد لإنعقاد المؤتمر الشعبي العام السادس عشر، ولاشك أن هذه الحصيلة ستكون حافزا قويا للوطنيين وكافة مناضلي جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي عامة لجعل من هذا الإستحقاق القطيعة مع سياسة الإرتباك و التردد و التوجه بإرادة قوية و رؤية واضحة تستهدف في المقام الأول بناء القوة الذاتية، تحصينها وتوجيهها نحو تصعيد المواجهة مع العدو الذي يعيش آخر ايامه.وهذا نص بيان جمهورية جنوب السودان وليس تغريدة.
« إجتمع وفد جمهورية جنوب السودان لدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة فخامة حسين عبد الباقي أكول نائب رئيس جمهورية الجنوب مع معالي محمد سالم ولد السالك وزير خارجية الجمهورية الصحراوية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر 2022.
وبحث رئيسا الوفدين قضايا العلاقات الثنائية، حيث أكد سعادة فخامة الرئيس لمعالي الوزير أن جنوب السودان ملتزم بموقف الاتحاد الأفريقي من قضية الصحراء الغربية الذي تم اعتماده أيضا في قرار مجلس وزراء جنوب السودان مؤخرا.
واستنادا إلى موقف الاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الوزراء المذكور أعلاه، يتطلع جنوب السودان إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية.» إنتهي البيان.
إن الصفعة القوية التي ستليها أخريات بلاشك، التي تلقتها دولة الإحتلال في مقر منظمة الأمم المتحدة تؤكد للمرة الألف أن الدول الأفريقية ملتزمة أخلاقيا تجاه قضية تقرير المصير للشعب الصحراوي ومنسجمة مع القرارات الأممية المتخذة بشأن القضية الصحراوية ومتماشية مع ميثاق الإتحاد الأفريقي الذي تعتبر الدولة الصحراوية إحدى مؤسسيه.
و في المقلب الأخر يبقى مهندسو السياسة في المملكة المغربية لايستفيدون، ويعتقدون انه بالإعتمادعلى دبلوماسية الكذب و الرشاوي ونفخ الأوداج، سيروضون حكومات الدول ويسحبون البساط من تحت اقدام الدولة الصحراوية، إلا أن حبل الكذب قصيروهذا ماكشفته الكثير من الدول في افريقيا و امريكا اللاتنية. أكبر كذبة ملكية -على سبيل المثال لا الحصر- هو إعلان “جلالته”، بتكفل المغرب بتمويل بناء عاصمة جديدة لجنوب السودان تبهر الأفارقة “بناء عاصمة جديدة، لجنوب السودان، كان حلما قديما للجنوبيين، منذ انفصالهم عن السودان الشمالي في 2011، لكن صعوبات ومشاكل حالت دون تحقيقها. اليوم، أصبح الحلم حقيقة بفضل الملك محمد السادس” هكذا علقت يومها وكالة الأنباء المغربية. الى يومنا هذا لم ترى جنوب السودان من المغرب سوى التملق وتلون الحرباء.
هكذا بدأت «البوريطية» تحصد ما زرعت، وأصبحت الرؤية “بنظارة” الملك الى العالم مشوشة وعمشاء في وقت تشق الدولة الصحراوية طريقها بثبات لأن وراءها شعب رغم تكالب الأعداء من الداخل و الخارج سيفرض وجودها طال الزمن أم قصر.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم