الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس الصحراوي بكينيا, يؤكد ثبات وتجذر موقف شعبها الاصيل, من قضية الشعب الصحراوي العادلة.
أنهى رئيس الجمهورية الامين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم غالي زيارته الى دولة كينيا الشقيقة, اين شارك بدعوة من الرئيس المنتهية ولايته السيد أوهورو كينياتا, في مراسيم تنصيب الرئيس المنتخب “وليام صامويل روتو “, الزيارة التي حظي خلالها باستقبال كبير ومتميز, سواء اثاء استقباله او اثناء توديعه, او خلال فترة اقامته, عكست متانة العلاقات الاخوية التي تربط الشعبين الصحراوي والكيني, والتي رغم الهزات التي تتعرض لها نتيجة الحسابات الضيقة لبعض القادة تبقى راسخة واصيلة.
ولا يبدو موقف الرئيس المنتخب “وليام صامويل روتو ” غريبا عندما اعلن تجميد علاقات بلاده الديبلوماسية مع الدولة الصحراوية, في اول قرار له بعد توليه رئاسة البلاد, بدليل ان علاقاته مع المغرب عبر سفيره السابق “مختار غامبو” كانت مكشوفة رغم محاولات التستر عليها.
فقد سبق لمختار غامبو, ان صرح لوكالة الانباء المغربية شهر ابريل من السنة المنصرمة, ان الرئيس المنتخب الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس, قد قال له في لقاء جمعه به بانه يدعم ما يسميه المغرب بالحكم الذاتي, رغم ان مدير ديوان روتو نفىى في رسالة رسمية إلى مجلس الوزراء الكيني و وزارة الخارجية انذاك تلك المزاعم.
ومما جاء في الرسالة : “يفند مكتب نائب الرئيس مزاعم السفير المغربي في نيروبي” المختار غامبو”, بأن نائب الرئيس ويليام روتو صرح بانه يدعم خطة تقترح منح شبه حكم ذاتي للصحراء الغربية, في محاولة لتهدئة التوترات بشأن المنطقة”’ و ” اود إبلاغكم بأن هذه الادعاءات كاذبة ولا اساس لها من الصحة، واحث وزارة الخارجية على التعامل مع الأمر وفقًا لبروتوكول الحكومة”.
اذن ما حدث كان متوقعا بكل تاكيد, وتم الترتيب له مسبقا, و سرعة تنفيذه مرتبطة بالرغبة الجامحة للنظام في المغرب لاعطاء نفس لدبلوماسيته التي تشرف على الانهيار امام قوة الضربات المتتالية التي منيت بها مؤخرا, دبلوماسية وصفها مسؤول كبير في وقت سابق بانها “لعب اطفال”, لا يحسب القائمون عليها اي حساب لتبعات قراراتهم ومواقفهم الارتجالية على المدى المتوسط و البعيد, مادامت الصفقات تاتي على حساب الاسمدة المنهوبة من اراضيي الصحراء الغربية, والاموال المجلوبة من القروض الاجلة.
لكن هيهات ان يصمد قرار بني على مقايضة المبدأ بالمال, والحق بالباطل, و الكرامة بالمذلة والهوان, امام الموقف الراسخ للشعب الكيني الاصيل, ولقادته الاحرار الذين دافعوا باستماتة عن القضايا العادلة في العالم بشكل عام, و في افريقيا بشكل خاص, وفي مقدمتها قضية الشعب الصحراوي العادلة, وحقه غير القابل للتصرف افي تقرير المصير والاستقلال.
﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ صدق الله العظيم.