بعد توتر العلاقات مع المغرب, سفيرة فرنسا تحزم حقائبها ايذانا بالرحيل.
نقلت صحيفة “هسبريس” المغربية عن مصدر مطلع أن السفيرة الفرنسية بالرباط، هيلين لو غال ستغادر منصبها نهاية سبتمبر الجاري، ورأت الصحيفة الإلكترونية المغربية أن هذه الخطوة تأتي “في ظل التوتر السياسي بين فرنسا والمغرب، خاصة بعد إقدام (قصر الإليزيه) على تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة، ما تسبب في غضب اجتماعي عارم على باريس”.
ونقلت عن المصدر قوله أن هيلين لو غال، كلفت بـ”مهمة دبلوماسية جديدة من قبل (قصر الإليزيه)، حيث ستكون مسؤولة عن (الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية) في الاتحاد الأوروبي”, وانها ستشرف في عملها الجديد هذا، “على قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهذه الدائرة الدبلوماسية الأوروبية بدءا من فاتح أكتوبر المقبل”.
والواقع ان اسباب توتر علاقات نظام المخزن مع سفيرة فرنسا “هيلين لو غال”, لا يرتبط بموقف بلادها الجديد من تخفيض التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة كما تدعي “هيسبريس”, بل بموقفها من قرار الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب القاضي بمنح سيادة مزعومة للمغرب على الصحراء الغربية, اذ لم تخف فرنسا تحفظها على القرار المذكور, رغم ان باريس لا تخفي دعمها لما يسميه المغرب بالحكم الذاتي.
لقد عبرت “هيلين لو غال” من داخل السفارة الفرنسية بالرباط بعد اقل من ستة اشهر على اعلان قرار ترامب, عن موقف بلادها في ردها على سؤال لموقع “Arab News” السعودي, عندما سألها محاورها : لماذا لا تحذوا فرنسا حذور الرئيس الامريكي السابق “دونالد ترامب”, وتعترف بما يسميه المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية.
وكان جوابها غير مباشرة كالتالي: “ان هذه القضية طال امدها, ويجب ايجاد حل لها, حل يحظى بموافقة الجميع, لهذا السبب نطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوث شخصي لإيجاد حل”, واضافت ” إن إعادة إطلاق هذه العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة تبدو ضرورية لنا”.
وعندما سألها هل ستفتح فرنسا قنصلية لها بالداخلة المحتلة, أجابت بالقول ” ان وجود قنصلية فرنسية مرتبط بوجود جالية فرنسية هناك”, ولفتت الى ” ان بضع مئات من الفرنسيين العاملين في مجال السياحة لا يبرر انشاء قنصلية”.
لقد افشلت السفيرة الفرنسية بالرباط, صفقتين كان نظام المخزن ولا يزال يراهن على نجاحهما لتكريس احتلاله للصحراء الغربية الاولى رفضها لقرار ترامب, والثانية رفضها وفتح قنصلية لها بالداخلة المحتلة, ضف الى ذلك انها وضعت الدول التي فتحت ما يسمى بقنصليات لها بالاراضي المحتلة من الصحراء الغربية في مواقف حرجة بقولها “ان وجود قنصلية مرتبط بوجود جالية فرنسية”.
واذا اخذنا في الاعتبار ان الغالبية المطلقة للدول التي فتحت ما بسمى بقنصليات هناك, تجمعها قواسم مشتركة ابرزها الولاء المطلق لفرنسا, والفقر المدقع, نتسائل ايهما كان الاقرب لدفعها الى السقوط في تناقض مع ميثاق الاتحاد الافريقي, ومع اتفاقية فيينا لانشاء القنصليات, ومع شعوبها؟.