أزمة«البوريطية» في أمريكا اللاتنية
قبل أن تستفيق من الصفعة التي وجهتها لها أرض أبي القاسم الشابي- تونس- بنشر البساط الأحمر للرئيس الصحراوي ، حتى تتلقى الدبلوماسية المخزنية ، صفعة جديدة أشد قوة و صلابة تأتي هذه المرة من أمريكا اللاتنية و بالضبط من “جمهورية البيرو” التي نسفت بالمرة، كذب و تسويف سي بوريطة و زمرته المتصهينة.
الرئيس بيدرو كاستيلو رئيس جمهورية البيرو يعلن مايلي: «بعد مرور عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، نعيد التأكيد على الإستمرار في الدفاع عن حقها في السيادة و تقرير المصير» ، و يقيل مباشرة وزير الخارجية السيد رودريغيز ماكاي الذي تتهمه الصحافة المحلية بتلقيه رشاوي و هوامش ارباح من صفقات الفوسفاط مقابل سحب الإعتراف بالدولة الصحراوية إضافة الى تورطه في أعمال مشبوهة تمس سيادة بلده الخاصة بقانون البحار مما دفع بمندوبي البيرو في الأمم المتحدة و منظمة الدول الأمريكية الى الإستقالة بمجرد تعينه على رأس الخارجية البيروفية.
لم تدم طويلا حملة الإشهار والدعاية التي سُخرت لها كافة الوسائط الأعلامية الملكية للترويج بإنتصار وهمي حققته «البوريطية» في البيرو بسحب إعتراف هذه الأخيرة بالدولة الصحراوية، التي سال من أجلها كثير من الحبر على الورق و تطاير الريق وإنتفخت الأوداج على الفضائيات لفرسان البروباكاندا المغربية بتأييد البيرو المزعوم “للحكم الداتي”، تسعة عشر يوما بالتمام تنهي عرس السفير المغربي في “ليما” «صاحب التشمير» أمين الشودري كما أنهيت من قبل بعد ساعات فقط، فرحة إستقبال «صاحبة القفطان » لالة فريدة من طرف الرئيس الكولومبي، إنها مهازل حقيقية تعكس قصر نفس الزوبعة الإعلامية حول الفتوحات “المباركة” للحملة اد «البوريطية» ، تلك الحملة التي ماهي الى زبد ذهب جفاءً.
بماذا يُفسر إذا، قرار الرئيس البيروفي بإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية وطرد الوزير الذي حاول الإلتفاف على الموقف التاريخي للبيرو من كفاح الشعب الصحراوي؟
بماذا يفسر إتخاذ الرئيس الكولومبي لأول قرار له مباشرة بعد تنصيبه ومباشرة بعد إستقباله «لصاحبة القفطان» السفيرة المغربية ، بالإعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية؟
بماذا يفسرأيضا الإستقبال الرئاسي الذي خص به رئيس الدولة الصحراوية في تونس الشقيقة منذ أيام؟
نترك الجواب للسي بوريطة و جوقته إن إستفاقوا من هول الصدمة .
فيما يخص الشعب الصحراوي فهذه مكاسب تؤكد أن دولته حقيقة لا رجعة فيها ولا يمكن القفز عليها، وهي مكاسب عدة وقد لايتسع المقام لذكرها ،حققت في المدة الاخيرة، تعتبر بمثابة لبنة و رافعة تدفع بالوطنيين الصحراويين الى جعلها سندا قويا و داعما متينا لإنجاح المؤتمر الشعبي العام القادم بجعله فعليا محطة فاصلة بين الدفاع السلبي الى الهجوم الشامل على كل الجبهات و الأولوية للعسكرية.
إن مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب وكافة النخب الصحراوية التي تدرك التغيرات الجيوسياسية في المنطقة و في العالم والواعية بحجم المخاطرو التهديدات التي تستهدف القضية الوطنية ، مسؤولة بالدرجة الأولى عن جعل من نتائج ومخرجات المؤتمر السادس عشر في مستوى تطلعات شعبنا وبما تتطلبه المرحلة من استراتجية دقيقة ورؤية واضحة ومن جدية و صرامة و انضباط.
إن الإحتلال المغربي بيته اليوم أهون من بيت العنكبوت ،ذلك ماتؤكده تقارير المؤسسات الإقتصادية و المنظمات الحقوقية والصحافة الدولية، بل يعكسه الواقع المعاش للمواطن المغربي نفسه.
فلنجعل من المكاسب المحققة عليها سلاح جديد لإحراز مكاسب أخرى أكبر كما أوصى شهيد الحرية و الكرامة الولي مصطفى السيد
بقلم: محمد فاضل محمدسالم الهيط