الصحراء الغربية.. قرارٌ أممي وألمٌ مخزني
تعرض نظام المخزن لضربة جديدة بعد أن تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بدون تصويت حول قضية الصحراء الغربية، ضمن بند جدول أعمالها المتعلق بتنفيذ إعلان منح الاستقلال للشعوب المستعمرة، أكد الإطار القانوني للقضية كمسألة تصفية استعمار.
وأفادت وكالة الأنباء الصحراوية الخميس بأن الجمعية العامة اطلعت على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المؤرخ في 24 يوليو 2024.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة الرابعة واللجنة الخاصة المعنية بتنفيذ إعلان منح الاستقلال للشعوب المستعمرة (لجنة الـ24) تتعاملان مع القضية باعتبارها موضوعًا مرتبطًا بإنهاء الاستعمار.
وأعادت الجمعية العامة التذكير بقراراتها السابقة وقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 690 (1991) الذي أنشأ بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). كما أكدت على حق جميع الشعوب في تقرير المصير والاستقلال وفق ميثاق الأمم المتحدة وقرار الجمعية العامة 1514 لعام 1960.
وطالبت الجمعية لجنة الـ24 بمواصلة دراسة الحالة في الصحراء الغربية وتقديم تقريرها في الدورة الثمانين، ودعت الأمين العام إلى تقديم تقرير حول تنفيذ القرار في الدورة المقبلة.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحًا لسيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، الذي وصف القرار بـ”المهم جدًا” لتأكيده الطابع القانوني الدولي للقضية كمسألة تصفية استعمار، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. وأشار إلى أن القرار يعكس روح قرارات الجمعية العامة السابقة، ويؤكد مسؤولية الأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي.
وأضاف عمار أن القرار الجديد يشكل “ضربة قوية” للمغرب الذي يدعي تسوية القضية، حيث أكدت الأمم المتحدة استمرار اعتبار القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، مع ضمان حقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والسيادة على موارده.
وأبرزت الجمعية العامة حضور القضية بقوة في المداولات السنوية، حيث عبّر قادة دول وحكومات عن دعمهم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، ودعوتهم لإجراء استفتاء لإنهاء الاستعمار في آخر مستعمرة بأفريقيا.
وفي السياق، أكّد عبد القادر طالب عمر، سفير الجمهورية العربية الصحراوية لدى الجزائر، أن نظام المخزن يمثل مصدر المؤامرات وسياسات الغدر والخيانة في المنطقة عبر التاريخ.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في لقاء إعلامي نظمه مركز الإعلام الصحراوي بالجزائر العاصمة، حيث تم تقديم كتاب “المغرب ونحن، الجوار الصعب” للكاتب والصحفي مهدي بوخالفة.
وأشار السفير إلى الحملة الإعلامية المكثفة التي يشنها المخزن بالتعاون مع فرنسا والكيان الصهيوني ضد قوى التحرر، لا سيما الجزائر التي وصفها بأنها “قلعة الصمود والتحرر”.
وأكد أن الكتاب يكشف مؤامرات المخزن ويعرض حقائق أساسية لمواجهة التضليل الإعلامي الذي يمارسه هذا النظام.
من جانبه، تناول الكاتب مهدي بوخالفة في كلمته النقاط الرئيسية التي يعالجها كتابه المكتوب بالفرنسية، حيث يسلط الضوء على الأطماع التوسعية لنظام المخزن، وتحالفه مع الكيان الصهيوني لضمان استمرار الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية.
وأضاف بوخالفة أن الكتاب يبرز “صعوبة التعايش مع جار يفتقر إلى المبادئ ويتسم بمواقفه المتذبذبة”. كما يعكس الكتاب تحليلاً شاملاً لمواقف المملكة المغربية وسلوكها السياسي في المنطقة.
يمثل الاحتلال المغربي للصحراء الغربية انتهاكًا صارخًا لحق الشعوب في تقرير المصير، مما أدى إلى حرمان الشعب الصحراوي من استقلاله وسيادته على موارده الطبيعية، تفاقمت الأوضاع الإنسانية والسياسية بسبب سياسات القمع والتهميش، مما أذكى التوترات الإقليمية وعرقل جهود السلام، ليبقى الاحتلال عائقًا أمام الاستقرار والعدالة في المنطقة.