استبعاد جنوب افريقيا من رئاسة مجلس الامم المتحدة ضريبة مقاضاة اسرائيل.
فاز اليوم المغرب برئاسة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة رغم سجله المروع في مجال حقوق الإنسان وبلد يحتل الصحراء الغربية عسكريا، فاز على جنوب افريقيا، الدولة التي اعطت دروس للعالم في حقوق الانسان وفي الكفاح ضد الفصل العنصري، هي جنوب افريقيا بلد المرجعية والرمز العالمي لحقوق الإنسان نيلسون مانديلا. وتعد رئاسة المجلس الاممي منصبا مرموقا لكنه رمزي في أغلب الأحيان.
تصويت بعض الدول للمغرب هو برهان واضح بأن المصالح تفوق المخاوف المتعلقة بالعدالة والحريات وحقوق الإنسان ومثال الصداقة الوثيقة بين حكومات دول ديمقراطية وطغاة. أن السياسة التي لا تأخذ في الاعتبار الأخلاق والعدالة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض الأهداف التي تأسس من اجلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة .
استبعاد جنوب افريقيا من رئاسة المجلس الاممي يعد مكسب لبعض الدول نظرا لتخوفها من هذا البلد ومن سجله في الدفاع عن مبادئ حقوق الانسان ضد ايا كان وفي اي مكان، ولعل طلب جنوب افريقيا المقدم إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل هو أحد اسباب استبعاد جنوب افريقيا واختيار المغرب، البلد المطبع، فاللوبي الصهيوني ومن ورائه من دول “عظمى” يرى ان فوز جنوب افريقيا برئاسة المجلس كان سيعزز موقفها المحق في اتهامها بأنه بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن أفعال إسرائيل “تعتبر إبادة جماعية في طابعها، لأنها ترتكب بنية… لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من عملية أوسع نطاقا”. قومية وعرقية وإثنية.”
لا يخفى على احد ان السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا مرشحة أكثر من معظم دول العالم لأن تكون مدافعًا ومروجًا قويًا لحقوق الإنسان وخاصة في اروقة الامم المتحدة، وذلك بسبب ماضيها. حيث لديها القدرة على تزعم نظام دولي أكثر ديمقراطية. استبعاد جنوب افريقيا من رئاسة المجلس الذي ينعقد عدة مرات سنويا في جنيف و هو الهيئة الحكومية العالمية الوحيدة التي تحمي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم مثال واضح على ان العالم تحكمه مصالح وليست مبادئ.
بقلم: سيد احمد اليداسي رئيس منظمة عدالة البريطانية وممثل لدى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.