زعيم الحزب الشعبي الاسباني يقترح إجراء تحقيق بشأن بيدرو سانتشيث وتغيير موقفه من قضية الصحراء الغربية
مدريد (إسبانيا)، يبدو جليّا أن كفاح الشعب الصحراوي ومسار تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية يفرضان نفسيهما كموضوعات جوهريّة على نقاش إختيار رئيس جديد للحكومة الإسبانية، ويلقيّان بظلالهما على السياسة الوطنية والدولية لإسبانيا.
وقد عاد الموضوعان بالفعل الى مقدّمة الإهتمام السياسي،بحيث يضعان ثقلهما على مسألة البحث عن التحالفات البرلمانية الضرورية سعيا الى الحصول على أغلبية برلمانية.
وقد إنطلق هذا الثلاثاء 26 سبتمبر النقاش الحاسم لإختيار رئيس جديد للحكومة الإسبانية بخطاب هام للسيد آلبيرتو نونييث فيخو زعيم الحزب الشعبي الإسباني، الذي إقترح ملك إسبانيا فيليبي السادس، في أعقاب سلسلة مشاورات مع الأحزاب السياسية، بإعتباره الحزب الحائز على أغلبية أصوات الناخبين خلال الإنتخابات الماضية.
كما قدّم السيد آلبيرتو نونييث فيخو مقترحاته أمام مجلس النواب بهدف الحصول على تأييد النواب بغية التصويت عليه كرئيس للحكومة الإسبانية,
وتطرّق مرشح الحزب الشعبي الإسباني الى قضية ما زالت تلقي بثقلها الى الآن أخذا بعين الإعتبار أبعادها القانونية والتاريخية على المملكة الإسبانية بشكل لا غبار عليه: مسؤوليتها أمام الأمم المتحدة بخصوص مسار تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية والحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال.
وقد صرّح رئيس الحزب الشعبي بقوله : ” إن مجلس النواب يشكّل لجنة للتحقيق لتسليط الضوء على الدّواعي التي دفعت الى تغيير الموقف بشأن الصحراء الغربية “.
وفي إشارة واضحة الى مؤيّدي الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني، أضاف السيد آلبيرتو نونييث فيخو وسط تصفيقات برلمانيّي الحزب الشعبي: ” نعم ، أيها النواب، أنا على يقين بأن نواب سومار سيصوّتون لصالح الحزب الشعبي”.
إن هذا الإشعار من لدن زعيم رئيس الحزب الحائز على أغلبية أصوات الناخبين الإسبان يأتي للإجابة على الانشغالات التي أحاطت بقرار رئيس الحزب الإشتراكي، بيذرو سانتشيث، الذي أيّد المطامع اللاّشرعية للمغرب على الصحراء الغربية، علما أن الزعيم الإشتراكي غيّر موقفه بشأن الإحتلال العسكري للصحراء الغربية وقرّر تأييد مخطط الحكم الذاتي اللاّشرعي المقترح من قبل المغرب من جانب واحد ، الشيئ الذي خلق نقاشا واسعا داخل إسبانيا وعلى مستوى المجموعة الدولية.
وبشأن مقترح زعيم الحزب الشعبي الإسباني، أعرب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بإسبانيا الأخ عبد الله العرابي بشكل فوري على منصّة ـ X ـ تويتر سابقا، عن قناعته التامّة بأن المسار سيجد طريقه الى التحقيق بشكل مستقبل، دون النظر الى من سيحوز على ثقة البرلمان كرئيس جديد لإسبانيا.
وبعد الإفحاح عن دعمه للرغبة الجامحة في توضيح هذا الإشكال الأساسي، أشار الممثل الصحراوي الى أن تلك اللجنة البرلمانية المشكّلة ” ستسمح للسّواد الأعظم من الشعب الإسباني بمعرفة الدواعي التي أدّت الى إقدام بيذرو سانتشيث على تغيير موقفه بخصوص الصحراء الغربية “.
يذكر أنه بتاريخ 18 مارس 2022 نشر نظام الإحتلال المغربي رسالة بيذرو سانتشيث التي تعلن فيها الحكومة الإشتراكية الإسبانية الموقف اللاّشرعي الداعم ” لمقترح الحكم الذاتي “، بتولّي الظهر للشرعية الدولية ضدا كذلك للإجماع الوطني.
وفي أعقاب تأييد الحكومة الإشتراكية الإسبانية لمضمون المقترح المغربي المذكور الهادف الى إضفاء الشرعية على احتلال الصحراء الغربية بالقوة، والتغاضي عن الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال، فقد أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بتاريخ 10 أبريل 2022 إلغاء الإتصالات مع الحكومة الإسبانية.
” إن جبهة البوليساريو ستبقى متمسّكة بموقفها الى غاية عمل إسبانيا بمقتضيات قرارات الشرعية الدولية المعترفة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، وإحترام حدود بلاده طبقا لما هو هو معترف به عالميّا “، يشير بيان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية آنذاك.