” وقف اطلاق النار لن يكون الا بتوفر إرادة سياسية حقيقية لحل النزاع” (دبلوماسي صحراوي)
شدد السفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشرايا البشير، على أن خيار وقف اطلاق النار ، لن يكون “إلا بتوفر إرادة سياسية حقيقية لحل النزاع، بدلا من تسييره”.
و أوضح أبي بشرايان في لقاء مع قناة تونسية، أن جبهة البوليساريو “كحركة تحررية معترف بها من الأمم المتحدة كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، توجد في وضع مريحن ولا زالت تمتلك العناصر المهمة لتحقيق الانتصار، وهذا على الرغم من الصعوبات التي تواجهها في ظل الظرف الدولي الحالي”.
و تابع في هذا الشأن أن الجبهة “حافظت على عناصر قوتها التي تستمدها من التفاف الشعب الصحراوي حولها، وتواجدها في الميدان، سواء بالأراضي المحررة او المحتلة، ضف إلى ذلك الدعم الذي تحظى به من الناحية القانونية والشرعية الدولية”.
و حول رؤية جبهة البوليساريو اليوم لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، أكد الدبلوماسي الصحراوي على أن هذا الأمر لن يتم إلا بتوفر إرادة سياسية حقيقية تقطع مع المقاربة المسيطرة وهي “تسيير النزاع بدلا من حله”، والعودة إلى مسار سياسي أقوى من الذي كان قائما في 1991، إثر توقيع إتفاق وقف إطلاق النار الذي دعا إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير لتمكين الشعب الصحراوي من إختيار الوضع الذي يريده.
و يرى المتحدث أنه “في انتظار أن يقوم المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي، بالإيفاء بتعهداته وفرض الإرادة السياسية لتسوية حقيقية في المنطقة، فإن جبهة البوليساريو منخرطة في مقاومة وطنية مفتوحة على جميع الجبهات ، عسكرية كانت أم دبلوماسية، دون استثناء المقاومة السلمية داخل الأراضي الصحراوية المحتلة”.
و بالنسبة للسفير الصحراوي، فإن المشكل الأول الذي تواجهه التسوية في الصحراء الغربية، هو عدم استعداد المغرب بعد للحل السلمي العادل والنهائي للنزاع والذي يعتبره (النزاع) “هدفا” وورقة يحتفظ بها المخزن للشأن الداخلي، بهدف التعتيم على السخط الإجتماعي الناتج عن الأوضاع في المملكة.
و بعد أكثر من سنة من إستلام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، مهامه، أكد الدبلوماسي الصحراوي أنه منذ البداية “تم التأكيد على أن الإشكال ليس في شخص المبعوث الأممي و إنما في تطبيق مجلس الأمن للشرعية الدولية”.
و أسترسل أبي بشرايا يقول أن دي ميستورا “لم يمارس إلى حد الساعة مهمته السياسية” في المنطقة ولم يدخل في الديناميكية التي تفضي إلى حل عادل ونهائي، و إنما يزاول مهمته بشكل “إجرائي” من خلال عقد مشاورات وزيارات إلى طرفي النزاع لا غير، مبرزا أن الإحاطة التي سيقدمها أمام مجلس الأمن يوم 19 أبريل تبقى “اجرائية، لا أكثر ولا أقل”.
و عاد المتحدث ليذكر بفشل مقاربات المغرب الذي كان يتصور منذ 1975 أنه سيتم القضاء على الصحراويين في ظرف أسبوع من الزمن، غير أنه لازال يواجه بعد خمسة عقود من النزاع نفس الروح القتالية لدى المحارب الصحراوي، مبرزا أنه ما عدى تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، “والتي من الناحية السياسية تم التراجع عنها من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، ليس هناك أي بلد يحترم نفسه، يعترف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية”.
و اليوم – يضيف الدبلوماسي الصحراوي- “نحن نتجه نحو تلقي المغرب ضربة قوية على مستوى علاقاته مع دول الإتحاد الأوروبي نهاية العام الجاري، بمناسبة القرار المنتظر من محكمة العدل الأوروبية، التي ستؤكد لا محالة قرارها السابق بإلغاء الإتفاقيات الإقتصادية التي وقعها الإتحاد مع المغرب في خرق واضح لقرارات العدالة الأوروبية”.
و هنا استدل أبي بشرايا ب “التراجع” المسجل على عدد من المستويات لدعم هذه الإتفاقيات، سواء على المستوى الأوروبي أو الجانب المغربي، الذي صرح وزيره للزراعة أنه من غير الممكن تجديد اتفاق الصيد بين الطرفين والذي يشمل الصحراء الغربية المحتلة.
و خلص يقول أنه “على الرغم من كل المناورات التي يقوم بها المغرب هنا وهناك، غير أن المعطيات تشير إلى عكس ما يسوق له، بل وتعزز ثقة الشعب الصحراوي في مواصلة النضال والمقاومة وبحتمية النصر”.