وزير الخارجية الجزائري يؤكد جاهزية بلاده لاحتضان القمة العرببة الـ 31 ، ويرحب بمستوى تجاوب الدول العربية
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري السيد رمطان لعمامرة، يوم الثلاثاء بالقاهرة، جاهزية الجزائر لاحتضان القمة العربية المقبلة مطلع نوفمبر المقبل، معربا عن ارتياحه “الكبير” لمستوى التجاوب الذي عبرت عنه الدول العربية من أجل المساهمة في إنجاح هذا الموعد.
وخلال أشغال الدورة الـ 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، استعرض الوزير الجزائري نتائج المشاورات التي تقوم بها الجزائر في إطار التحضير للقمة العربية وموقفها من تطورات الأوضاع في المنطقة العربية.
وبهذا الصدد أشار السيد لعمامرة إلى أن الأوضاع الدولية الدقيقة الراهنة “تفرض اليوم مضاعفة الجهود بغية النأي بالمنطقة العربية عن هذه التوترات ومختلف التحديات الناجمة عنها”.
وفي السياق داته ، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن المجال مازال متاحا لإستعادة زمام المبادرة من أجل إحياء روح التضامن العربي صوب الأهداف السامية التي أسست من أجلها جامعة الدول العربية, باعتبارها “بيتا جامعا لكل العرب ودرعا حاميا” للدفاع عن القضايا العربية العادلة وفضاء رحبا للتنسيق من أجل رسم معالم الطريق نحو مستقبل واعد ملؤه الوحدة والتلاحم.
كما أكد على أن هذه الأهداف النبيلة تشكل بالنسبة للجزائر “بوصلة العمل” و “محور الجهود” التي يتم بذلها “بقيادة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون، في إطار المشاورات التي يجريها مع أشقاءه القادة العرب تحضيرا للقمة العربية المقبلة”.
وأعرب بالمناسبة عن “الإرتياح الكبير” لمستوى التجاوب “الذي عبر عنه الأشقاء العرب من أجل المساهمة في إنجاح هذا الإستحقاق العربي وجعله محطة متجددة” لتعميق النقاش حول مجمل هذه القضايا المصيرية وبلورة رؤية موحدة تلبي تطلعات المرحلة الحالية وتستشرف الآفاق الواعدة لأجيال الغد.
و أشار الوزير الجزائري إلى الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية التي تتعرض لمخاطر جسيمة بسبب تعنت الاحتلال وإمعانه في التنكر لالتزاماته الدولية من خلال مواصلة مساعيه الرامية لفرض الأمر الواقع والإجهاز على كل فرص السلام، مشددا على أن هذا الوضع يتطلب من الجميع الالتفاف حول الموقف العربي المشترك المتمثل في مبادرة السلام العربية باعتبارها الإطار الكفيل بحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأبرز كذلك أن صيانة الحقوق الفلسطينية مرهون أيضا بإعادة توحيد الصف الفلسطيني، وهي الغاية التي تنشدها الجزائر من خلال المبادرة التي أطلقها الرئيس تبون بهدف تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وعند تعرضه للأوضاع في المنطقة العربية، جدد الوزير التزام الجزائر بدعم كل الجهود الهادفة لتعزيز التسويات السلمية للأزمات في كل من ليبيا وسوريا واليمن، “بما يضمن وحدة وسيادة هذه الدول الشقيقة ويكفل تحقيق التطلعات المشروعة لشعوبها وينهي معاناتها من ويلات الاقتتال الداخلي والتدخلات الخارجية بكل أشكالها”.
وعبر في ذات السياق عن تضامن الجزائر الكامل مع العراق والسودان، وتطلعها إلى تمكنهما من تجاوز كافة الصعوبات التي تعترضهما من خلال التمسك بفضيلة الحوار.
ومن جانب آخر، أكد لعمامرة أن الرقي بالعمل العربي المشترك لا يمكن أن يؤتي ثماره دون مضاعفة الجهود لإعلاء مكانة العالم العربي داخل المنظومة الدولية من خلال تعزيز الحوار والتشاور والتنسيق مع مختلف الشركاء الذين يقاسمون العالم العربي شطرا هاما من الانشغالات والمواقف المبدئية.
وقد ناقش الاجتماع الذي عقد تحت رئاسة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي لليبيا, نجلاء المنقوش, مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وفي مقدمتها الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة, فضلا عن مختلف محاور العمل العربي المشترك في أفق القمة العربية المقبلة بالجزائر.
وبهذا الصدد، فقد تم اعتماد مشروع جدول أعمال القمة، إلى جانب الجدول الزمني للاجتماعات التحضيرية.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية بإشادة الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، وكذا وزير خارجية لبنان، عبد الله بوحبيب، بصفته رئيس الدورة المنتهية، بالجهود المتميزة التي تبذلها الجزائر في سبيل إنجاح هذا الاستحقاق العربي الهام.
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية ليبيا التي تولت رئاسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي، عن استعدادها للمساهمة في دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر.
لعمامرة جلسة عمل مع أحمد أبو الغيط, تركزت أساسا حول التعاون بين الجزائر والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لاستكمال التحضيرات الضرورية للقمة العربية.