مع انطلاق انتخابات الكونغرس.. بايدن يحذّر من فوز الجمهوريين وترامب يتحدث عن إعلان مهم
بدأ الأميركيون -اليوم الثلاثاء- التصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في ظلّ توقعات بحصول الجمهوريين على غالبية المقاعد. وبدأت مراكز الاقتراع في الساحل الشرقي فتح أبوابها عند الساعة السادسة صباحا (11:00 بتوقيت غرينتش).
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حذر من أن فوز الجمهوريين في هذه الانتخابات قد يضعف المؤسسات الديمقراطية في البلاد، بينما ألمح الرئيس السابق دونالد ترامب إلى أنه قد يعلن بحلول الأسبوع المقبل عن محاولة أخرى للعودة إلى البيت الأبيض.
وقال بايدن أمام حشد في جامعة بووي الواقعة خارج واشنطن والمعروفة تاريخيا بأنها من جامعات السود: “نمر اليوم بمنعطف خطير، نعلم تمام العلم أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه هي اللحظة المناسبة للدفاع عنها”.
ويؤدي بايدن وسلفه ترامب دورين رئيسيَّين لجذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع في انتخابات الثلاثاء، وتعكس مواقفهما الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة، قبيل الانتخابات التي يتوقع أن تشهد فوز الجمهوريين بالسيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما.
شعبية بايدن
فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أمس الاثنين تراجع شعبية الرئيس بايدن إلى 39%، مما يعزز توقعات المراقبين المستقلين لانتخابات التجديد النصفي بأن الحزب الديمقراطي في طريقه لأن يتكبد خسائر في انتخابات اليوم الثلاثاء.
وأوضح استطلاع الرأي الذي أُجري على مدى يومين، أن تأييد الأميركيين لأداء بايدن تراجع نقطة واحدة، ليقترب من أدنى مستوى وصل إليه خلال ولايته.
وفي ظل تراجع شعبيته، تجنّب بايدن المشاركة في حملات انتخابية في الولايات التي تحتدم فيها المنافسة، كما أن تراجع شعبيته جعل منه ضيفا غير مرحب به في أكثر السباقات تنافسية.
الجمهوريون أقرب للفوز
ويعزز تراجع شعبية بايدن التوقعات بأن يفوز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب، ومن المحتمل أيضا مجلس الشيوخ.
ويتوقع مراقبون غير حزبيين أن يحصل الجمهوريون على ما يقرب من 25 مقعدا إضافيا في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا، وهو عدد أكثر من كاف للفوز بأغلبية، كما يتوقع حصولهم على المقعد الوحيد الذي يحتاجونه للفوز بالسيطرة على مجلس الشيوخ.
وفي ظل التوقعات بالفوز، ألمح ترامب إلى أنه قد يترشح للرئاسة مرة أخرى، وقال في تجمع حاشد لدعم المرشحين الجمهوريين في أوهايو، إنه سيصدر إعلانا مهما في منتجع يمتلكه في فلوريدا بعد أسبوع من الانتخابات.
كما يخوض الجمهوريون معارك قانونية في عدة ولايات، خصوصا المتأرجحة، لإلغاء آلاف بطاقات التصويت بالبريد لعلمهم أنها تصب في مصلحة الديمقراطيين، بعدما قضت محكمة بولاية أريزونا بمنع العد اليدوي للأصوات المبكرة في إحدى المقاطعات خلافا لرغبة الجمهوريين.
خطط الجمهوريين
جدير بالذكر أن السيطرة على مجلس واحد من مجلسي الكونغرس كفيلة بأن تمنح الجمهوريين السلطة لتعطيل جدول أعمال بايدن التشريعي.
فإذا فاز الجمهوريون في مجلس النواب أو الشيوخ، فسيقضي ذلك على جهود بايدن للحفاظ على حق الإجهاض ومزايا اجتماعية أخرى ضمن أولويات الديمقراطيين في الكونغرس، كما أنه سيفتح الباب لتحقيقات يقودها الجمهوريون من شأنها أن تلحق الضرر بالبيت الأبيض.
ويمكن لمجلس شيوخ يقوده الجمهوريون أيضا منع ترشيحات بايدن للمناصب القضائية أو الإدارية.
وإذا حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب، فإنهم يخططون لاستخدام سقف الدين الاتحادي وسيلة ضغط للمطالبة بتخفيضات كبيرة في الإنفاق.
وسيسعون أيضا إلى جعل التخفيضات الضريبية للأفراد التي أقرها ترامب في عام 2017 دائمة، وكذلك إلى حماية التخفيضات الضريبية للشركات التي حاول الديمقراطيون إلغاءها دون جدوى خلال العامين الماضيين.
كما أن السيطرة على الكونغرس ستمنح الجمهوريين سلطة منع المساعدات لأوكرانيا، لكن من المرجح أن يبطئوا أو يحدوا من تدفق الأسلحة والمساعدات الاقتصادية إلى كييف بدلا من إيقافها.
استفتاء على الرئيس
ويتنافس الجمهوريون والديمقراطيون في انتخابات اليوم الثلاثاء على 35 مقعدا في مجلس الشيوخ، إضافة إلى جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435.
وعادة ما تُعتبر هذه الانتخابات استفتاء على رئيس البلاد الذي يميل حزبه إلى خسارة مقاعد في الكونغرس، خصوصا إذا كانت نسبة تأييده، كما هي الحال مع بايدن، أقل من 50%.
وفي خطوة لافتة، دعا المالك الجديد لتويتر الملياردير إيلون ماسك الناخبين في الولايات المتحدة لدعم المرشّحين الجمهوريين.
وفي الأثناء، أقرّ إيفغيني بريغوجين رجل الأعمال الروسي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، بأنه تدخل في الانتخابات الأميركية، وسيواصل التدخل في المستقبل، وقال إن روسيا تسعى للتأثير على النتائج.
ويخضع بريغوجين لعقوبات أميركية وأوروبية، وهو متهم منذ سنوات عدة بالتدخل في الانتخابات الأميركية ولا سيما الانتخابات الرئاسية عام 2016 التي أوصلت ترامب إلى السلطة.
وقد أدلى نحو 40 مليون أميركي بشكل مبكر بأصواتهم، علما بأن مراكز الاقتراع تفتح الثلاثاء.